[قبح سوء الظن]
فرع: وظن السوء هو أحد أسباب الغل، فيجب دفعه بالتأويل، فإن تعذر عليه ما يدفع الظن لزمه مباحثة المظنون فيه عن ذلك ليحصل أحد مخالص، إما اعترافه وتمرده عن التوبة، فيسلم الظان من خطر الظن، أو توبته فيهديه الله على يديه وهو خير له مما طلعت عليه الشمس، أو ينكشف له كذب تلك الأمارة التي بعثت على الظن فينتفي، كقصة علي عليه السلام والصحابي الذي رآه يدخل إلى المرأة، وكان سبب نزول قوله تعالى:?ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية? [البقرة:274].
فرع: وليس له تكذيبه فيما اعتذر به، مهما لم يتيقن كذبه فيه، لقوله عليه السلام: ((المؤمن إذا قال صدق، وإذا قيل له صدق)) ، ?قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين?[التوبة:61].
فرع: وعليه إن عثر من أخيه على خطيئة واستتابه منها أن يسترها، ولا يذيعها لقوله تعالى:?إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا?[النور:19] الآية، وقد قال القاسم عليه السلام: ((أصحب من صحبت بالستر لعورته، والإقالة لعثرته، ولا تطل معاتبته إذا هفا، ولا جفوته إذا جفا، فإن زل فأقله، وإن قصر فاحتمله)) فإن تمرد عن التوبة فعليك أن تحذر منه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((اذكروا الفاسق بما فيه لكي يحذره الناس)) ونحوه، وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا غيبة لفاسق)) .
Shafi 43