[الطاعة الخالصة]
فرع: فلو فعل الطاعة أو ترك المعصية للوجه المشروع غير مريد أن يراه غيره فيثني عليه فهو مخلص قطعا، سيما إذا اجتهد في كتمانها، فمن البعيد أن يجتهد في الكتمان، ويريد أن يطلع عليه، فأما لو خطر بباله محبة أن يطلع عليه وقد دافعه في العناية بالكتمان، فليس بمراء، مالم يفعل سببا للإطلاع من رفع الصوت بالتلاوة لهذا القصد، ونحو ذلك فإن فعل فمراء، وعليه يحمل الخبر المشهور فيمن أحب أن يطلع عليه وقد اجتهد في الكتمان، فإن الوسواس وشهوات النفس لا يمكن الاحتراز منها، بل الواجب المدافعة، وقد دافع بتحري الكتمان، وقد يحسن من العبد إظهار الطاعات لمصلحة نحو : أن يكون ممن يقتدى به فيفعله كفعله، فيكون إظهاره كالأمر بالمعروف، ومنه: أن يكون متهما برذيلة وهو منها بريء، وبإظهار طاعة تذهب التهمة فيكون إظهارها كالنهي عن المنكر، ونحو أن يكون في إظهارها تأكيد صحة توبته عند من اطلع منه على فعل معصية، وهذا لاحق بدفع التهمة، وإن لم يكن ثم تهمة بل تأكيد لتصحيح التوبة، ونحو أن يكون بإظهار الطاعات نفوذ كلمته فيما يأمر به وينهى عنه، وقرب الناس إلى إجابة دعوته إلى الحق وإماتة الباطل فيكون كالأمر بالمعروف حينئذ، ونحو أن يحضر جماعة في مسجد أو غيره لانتظار صلاة أو نحو ذلك فيتطوعوا بتحية المسجد أو غيرها، وإذا ترك أحدهم التطوع نسب إلى التقصير والاستهانة بالخيرات فيحسن منه الدخول في مثل فعلهم دفعا لمثل هذه التهمة، ولا يبعد أن يجب عليه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يقفن مواقف التهم ) ونظائر ذلك كثير، والأعمال بالنيات.
Shafi 32