Takhrij Hadith La Yarith al-Muslim al-Kafir
تخريج حديث لا يرث المسلم الكافر
Mai Buga Littafi
بدون
Nau'ikan
مقدمة
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه ورسله، وخيرته من خلقه، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد ..
فإن أحد أشهر مَنْ تدور عليهم الأسانيد، وتُروى عنهم الأخبار، وانتشر حديثه في الأمصار والأقطار، وتداعت همم رواة الحديث ورجاله على الأخذ منه: الإمامُ الحافظ الكبير محمد بن مسلم بن شهابٍ الزُّهري (ت ١٢٤ هـ) ﵀.
الذي قال عنه ابن حبان (ت ٣٥٤ هـ): «كان أحفظ أهل زمانه للسُّنن، وأحسنهم لها سياقًا» (^١).
وهو ممن عليه مدار الحديث في وقته، حتى إن الإمام الناقد علي بن المديني (ت ٢٣٤ هـ) ابتدأ بذكره في أوّل حرفٍ في كتابه فقال: «نظرتُ فإذا
_________
(^١) مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (٤٤٤).
1 / 3
الإسناد يدور على ستة: فلأهل المدينة: ابن شهاب؛ وهو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب …) (^١).
وكانت له اليد الطولى في المراحل الأولى المتسمة بالشموليّة لجمع الأخبار وتدوينها، ونشرها وتفرُّقها في البلدان والأمصار، وتَتَابَعَ الكبارُ على الرواية والأخذ عنه.
وكان من أوثق الرواة عنه وأثبتهم وأجلِّهم: نجمُ السنن ومستودعُ العلوم وإمام دار الهجرة؛ الإمام مالك بن أنس (ت ١٧٩ هـ) ﵀.
وهو في الطبقة الأولى من أصحابه والآخذين عنه، ونصّ جماهيرُ النُّقّاد على أنه أثبتُ مَنْ يروي عن الزهري (^٢).
_________
(^١) علل الحديث لعلي بن المديني (٨٦).
(^٢) قدَّمَهُ جماهير النُقّاد على أصحاب الزهري:
فقال يحيى بن إسماعيل الواسطي: سمعتُ يحيى بن سعيد القطان (ت ١٩٨ هـ) وذكر يومًا أصحاب الزهري فبدأ بمالك في أولهم ..
وقال عبد الله بن أحمد: قلت له (يعني: لأبيه): أيُّما أثبت أصحاب الزهري؟ فقال: (لكل واحدٍ منهم عِلّةٌ، إلا أن يونس وعُقيلًا يؤديان الألفاظ، وشُعيب بن أبي حمزة، وليس هم مثل معمر، معمرٌ يقاربهم في الإسناد). قلت: فمالك؟ قال: (مالك أثبت في كل شيء ..) ا. هـ. وعند ابن هانئ: قيل له: فأيُّ أصحاب الزهري أحب إليك؟ قال: (مالكٌ أحبهم إليَّ في قلة روايته، وبعده معمر ..)، وقال أبوطالبٍ: قال أبوعبدالله: (ومالكٌ أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه).
وقال يحيى بن معين (ت ٢٣٣ هـ) -عَقِبَ تعداده لأصحاب الزهري-: (ذاك أرفعهم)، وقال: (مالكٌ أكبر الناس كلِّهم في الزهري وأثبتهم عندي).
وقال عمرو الفلّاس (ت ٢٤٩ هـ): (أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف عنه: مالك بن أنس).
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت ٢٥٩ هـ): (مالكٌ من أثبت الناس فيه).
وقال أبوحاتم الرازي (ت ٢٧٧ هـ): (هو أثبتُ أصحاب الزهري).
وقال النسائي (ت ٣٠٣ هـ): (أثبتُ الناس في ابن شهابٍ الزُهري: مالك بن أنس، وزياد بن سعد الخراساني).
انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية ابنه عبدالله (٢٥٤٣)، ومسائل ابن هانئ (٢١٢٨) و(٢٢٧٣)، والمعرفة والتاريخ للفسوي (٢/ ٢٠١)، ومشيخة النسائي (٧٧)، وسؤالات ابن الجُنيد (١٥٦) و(٥٤٥)، وتاريخ ابن معين برواية ابن طهمان (١٣٨) و(٤٠٠)، ومعرفة الرجال لابن محرز (١/ ١٢٠)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٨/ ٢٠٥)، وشرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ٦٧١).
1 / 4
بل ورد الثناءُ الباذخ والمدح الرفيع لَهُ من شيخه ابن شهابٍ في قصّةٍ جرت له معه:
حيثُ قال له الزهري وقد حدَّثه ببضعَةَ عشر حديثًا: «ما ينفعك أني أُحدِّثُك ولا تكتب؟»، قلت: إن شئت رددتها عليك. قال: «ردها»، فرددتها عليه، فقال: «نِعْمَ مُستودع العلم أنت!» (^١).
_________
(^١) إكمال تهذيب الكمال لعلاء الدين مُغلطاي (١١/ ٣١).
1 / 5
وإن من أشهر الأخبار التي اختُلف فيها على ابن شهابٍ الزهري:
حديثُ أسامة بن زيد ﵁؛ أن رسول الله ﷺ قال: «لا يرث المسلم الكافر».
ويتركّزُ الاختلاف على تسمية راويه عن أسامة بن زيدٍ؛ هل هو: «عَمرو بن عثمان»، أو «عُمر بن عثمان»؟ وكلاهما من ولد عثمان بن عفان ﵁:
فرواه أصحاب الزهري بتسمية راويه «عَمرًا»، وخالفهم مالكٌ فأسماهُ: «عُمر»، وأخطأ فيه.
وكما قال ابن عبدالبر (ت ٤٦٣ هـ): «ومالكٌ ممن لا يكاد يُقاس به غيره حفظًا وإتقانًا، لكن الغلط لا يسلم منه أحد» (^١).
والشأن في جَمع الطرق والروايات بيانُ مواضع الاتفاق فيها والاختلاف، مع الإبراز والاستثمار لصنيع الأئمة وتصرُّفاتهم وطرائقهم في روايتها، والنظر في مدلولات سياقاتها الواردة فيها.
وحديث الباب هو من أشهر ما يُستدل به على اعتناء الأئمة النُّقاد ببيان أخطاء المحدِّثين الثقات وتصويبها؛ حيث نرى تتابع الأئمة والرواة على بيان الخطأ في تسمية راويه، وتنصيصهم على وجه الصواب فيه (^٢).
_________
(^١) التمهيد: (٩/ ١٦٠).
(^٢) وقد ذكره أبو عمرو ابن الصلاح (ت ٦٤٣ هـ) في مُقدِّمته (ص ٨٨) مثالًا للمُنكر من الحديث الذي يُخالف فيه الثقة حديث الثقات، ولم أر في كلام من تقدم وصفًا لرواية مالكٍ بالنكارة، والذي يظهر لي أن وسمها بالمخالفة أو الغرابة أولى وأحرى من وصفها وإدراجها في أبواب النكارة، سيّما على الاصطلاح الذي استقرّ للمُنكر عند المتأخرين.
1 / 6
وهذا جُزءٌ مختصرٌ في جمع طُرُقِه ورواياتِهِ والكلام عليها (^١)، مع التركيز على استثمار سياقاته الواردة فيها، والتنبيه على ما وقع في بعض المصادر من اختلافٍ في نقله مع استظهارٍ للصواب.
ومن الله أستمد العون والسداد، وأسأله نيل السؤل والمراد؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(مكة) ١٤٤١ هـ
_________
(^١) وهو مُستلٌّ من رسالتي للماجستير: «الأحاديث التي أعلّها الإمام النسائي في السنن الكبرى، دراسةٌ استقرائيةٌ»، وقد رُتِّب الكلامُ عليه في أصله على السياق الوارد فيه عند النسائي، فأعدتُّ ترتيبه هنا على طريقة اللف والنشر المرتب، مع الإشارة والإفادة من دلالات سياقه الذي ورد فيه.
1 / 7
نصُّ الحديث:
عن أُسامة بن زيدٍ ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «لا يرثُ المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ».
التخريج:
* هذا الحديث رواه ابن شهابٍ الزُهري، واختُلف عليه على أربعة أوجه:
الوجه الأول: رواه جمهور أصحابه:
عنهُ، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان (^١)، عن أسامة بن زيدٍ، قال:
_________
(^١) عَمرو بن عثمان بن عفَّان: من التابعين الكبار، قال مُصعب الزبيري- وهو أحدُ رواة حديث الباب عن مالك-: (كان عمرو بن عثمان أكبر ولد عثمان الذين أعقبوا) ا. هـ، وقال ابن سعد: (روى عمرو عن أبيه، وعن أسامة بن زيد، وكان ثقةً له أحاديث)، وقال العجلي: (مدنيٌّ تابعيٌّ ثقة، من كبار التابعين)، وذكره ابن حبّان في ثقاته وقال: (يروي عن أبيه وأسامة بن زيدٍ، روى الزهري عن علي بن حسين عنه)، وهو صهر معاوية بن أبي سفيان على ابنته رملة، وروى له الستةُ.
ملاحظة: ورد قول مصعب الزبيري عند المزِّي والسخاوي، منسوبًا للزبير بن بكّار، والوجه في ذلك أن الزبيرَ بنى كتابه على كتاب عمّه وزاد عليه.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد: (٧/ ١٤٩)، ونسب قريش لمصعب الزبيري (ص ١٠٥)، ومعرفة الثقات للعجلي: ٢/ ١٨٠ (١٣٩٦)، والثقات لابن حبان (٥/ ١٦٨)، وتهذيب الكمال (٢٢/ ١٥٥)، والتحفة اللطيفة (٥/ ٢٥٣).
1 / 8
قال رسول الله ﷺ: «لا يرث المسلم الكافر».
وقد رواهُ عنهُ من أصحابه:
(سفيان بن عُيينة، وعبدالملك بن جُريج، ويزيد بن الهاد، ومعمر بن راشد الأزدي، وعُقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، وعبد الله بن بُديل، وأسامة بن زيد الليثي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن أبي حفصة، وزمعة بن صالح).
الوجه الثاني: رواه مالكُ بن أنسٍ:
واختُلف عنه على ثلاثة أوجه:
الأول: رواه جمعٌ من أصحاب مالك، عنهُ، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عُمر بن عثمان (^١)، عن أسامة بن زيد، به، مرفوعًا.
_________
(^١) عُمر بن عثمان بن عفَّان: من التابعين، روى عن أبيه، قال ابن سعد: (روى عنه الزهري، وله دارٌ بالمدينة، وكان قليل الحديث)، وقال البخاري: (سمع عثمان ﵁؛ قاله إبراهيم بن عمر بن أبان، عن أبيه، في إسناده شيءٌ)، قال ابن عبدالبر: (أما أهل النسب فلا يختلفون أن لعثمان بن عفان ابنًا يُسمى عمر، وله أيضًا ابن يسمى عَمرًا)، وذكره ابن حبان في الثقات، ورَمَز المزّيُّ لرواية النسائي له لوروده في حديث مالكٍ، ولم أقف له على روايةٍ غيرها.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ١٥٠)، والتاريخ الكبير للبخاري (٦/ ١٧٨)، والجامع الكبير للترمذي (٢١٠٧)، والثقات لابن حبان (٥/ ١٤٦)، والتمهيد لابن عبدالبر (٩/ ١٦٠)، وتهذيب الكمال للمزي (٢١/ ٤٥٨).
1 / 9
الثاني: رواه آخرون عنه، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، به، مرفوعًا، بمثل رواية جمهور أصحاب الزهري في الوجه الأول؛ بتسمية راويه «عَمْرًا» (^١).
الثالث: رواه ابن بُكير عنهُ، على الشك؛ فقال: «عمرو بن عثمان، أو عمر بن عثمان».
الوجه الثالث عن الزهري: رواه عبدالله بن عيسى:
عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أسامة بن زيدٍ، به، مرفوعًا.
الوجه الرابع عن الزهري: رواه هُشيم بن بشير:
بلفظ: «لايتوارث أهلُ ملّتين شتى»، وقد اختُلف عليه في إسناده على وجهين:
الأول: رواهُ مسعود بن جويرية، عنه، عن الزهري، عن علي بن الحسين، وأبان بن عثمان، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيدٍ، به.
فزاد في إسناده «أبان بن عثمان».
_________
(^١) وسيأتي بيانُ مخالفة هذا الوجه لصوابِ المروي عن الإمام مالك من خلال واقع الرواية؛ إذ المحفوظ عنه والذي نقله جمعٌ من أصحابه؛ وتوارد الأئمة على التنصيص على روايته وخطئه فيه هو الوجه الأول.
1 / 10
والثاني: رواه عنه جمعٌ من أصحابه دون ذكر «أبانٍ» في إسناده.
1 / 11
الوجه الأول: عن الزهري بتسمية راويه «عمرو بن عثمان»
وقد رواه جماهير أصحاب ابن شهابٍ وهم:
١ - سفيان بن عيينة:
رواه أحمد في المسند: (٢١٧٤٧)، والحُميدي في مسنده: (٥٥١)، والشافعي في الرسالة: (ص ١٦٧) والأم (٤/ ٧٥) و(٤/ ٨٧) و(٧/ ٣٨٣) و(١/ ٣٠٠)، وابن أبي شيبة في المُصنّف (^١): (٣٢٠٨٨) - وعنهُ ابن أبي
عاصم في الآحاد والمثاني: (٤٥٤) - ومسلمٌ في صحيحه: (١٦١٤)، وأبو داود في
السنن: (٢٩٠٩)، والترمذي في الجامع: (٢١٠٧)، وابن ماجه: (٢٧٢٩)، والنسائي في السنن الكبرى: (٦٥٥٠)، والدارمي في مُسنده: (٣٠٤٤)، والبزَّار في
مسنده: (٢٥٨١)، وابن حبان في صحيحه: (٦٠٣٣)، وابن الجارود في المُنتقى من السنن المسندة: (٩٥٤)، والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤)، وغيرهم=
_________
(^١) وقد انفرد ابن أبي شيبة في مُصنفه بروايته عن ابن عيينة بلفظ: «لا يتوارث الملتان المختلفتان»، ولعلَّهُ رواه بمعناه حيثُ بوَّب عليه بقوله: «من قال: لا يرث المسلم الكافر»، وخالفه بقية أصحاب ابن عيينة، يربو عددهم على العشرين راويًا، وقد رواه ابن أبي شيبة في مُسنده: (١٤٤) - ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٤٥٤) - وغيره من طريق ابن عُيينة بمثل لفظ الجماعة.
1 / 12
٢ - عبد الملك بن جُريج:
رواه عبدالرزَّاق في المُصنف: (٩٨٥٢) -وعنه أحمد في مسنده: (٢١٨٠٨)، وابن المُنذر في الأوسط: (٩٦٦٩) - والبخاري في صحيحه: (٦٧٦٤)، والبزَّار في مسنده: (٢٥٨٥) =
٣ - يزيد بن الهاد:
رواه النسائي في الكبرى: (٦٥٥١)، وابن المُنذر في الأوسط: (٩٦٦٨)، والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤) =
٤ - معمر بن راشد الأزدي (^١):
رواه أحمد في المسند: (٢١٨٠٨)، والدارمي في مسنده: (٣٠٤١)، والنسائي في الكبرى: (٦٥٥٣)، وابن المُنذر في الأوسط: (٦٨٦٠) =
٥ - عُقيل بن خالد:
رواه النسائي في الكبرى: (٦٥٥٢)، وأبو عوانة في مستخرجه: (٥٥٩٤)،
_________
(^١) وقد جاءت رواية معمرٍ هنا بالاقتصار على لفظ حديث الجماعة: «لا يرث المسلم الكافر» رواها عنه (عبدالرزّاق، وعبدالأعلى بن عبدالأعلى، ويزيد بن زُريع)، ورواه أُخرى بزيادةٍ في متنه كما سيأتي الكلام عنه مُلحقًا في آخر هذا الوجه.
1 / 13
والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤) =
٦ - يونس بن يزيد:
رواه النسائي في السنن الكبرى: (٦٥٥٤)، وابن ماجه في سننه: (٢٧٣٠)، والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤) =
٧ - عبدالله بن بُديل:
رواه الطيالسي في مسنده: (٦٦٥)، والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤) =
٨ - أسامة بن زيد الليثي:
ذكره ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٤٥٤)، ولم يُسنده=
٩ و١٠ - معمر وابن جريج-مقرونين-:
رواه عبدالرزّاق في المصنف: (١٩٣٠٤) =
١١ - يحيى بن سعيد الأنصاري:
رواه الطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤)، وأبو نُعيم في الحلية: (٣/ ١٤٤) =
1 / 14
١٢ - محمد بن أبي حفصة:
رواه البخاري في صحيحه: (٤٢٨٢) وأحمد في المسند: (٢١٧٥٢)، والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤) =
١٣ - زمعة بن صالح:
رواه الطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٦٩ (٤١٤) =
كلهم: (سُفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وعبد الملك بن جريج، ويزيد بن الهاد، وعُقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، وعبدالله بن بُديل، وأسامة بن زيد الليثي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن أبي حفصة، وزمعة بن صالح) -:
رووه عن: الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يرث المسلم الكافر».
1 / 15
مُلحقٌ:
(في الاختلاف على الأوزاعي ومعمر)
* أولًا: حديثُ الأوزاعي، وقد اختُلف عليه في حديث الباب على وجهين:
الوجه الأول: روي عنه، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ﵁ بلفط: «نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة …».
والوجه الثاني: روي عنه، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد ﵁ قال: قلت: يا رسول الله، أين تنزل غدا؟ وذلك في حجة النبي ﷺ فقال: «وهل ترك لنا عقيل بن أبي طالب منزلا؟»، ثم قال: «لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم»، ثم قال: «نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة، حيث قاسمت قريش على الكفر».
(١) أما الوجه الأول، فقد رواه:
أحمد في المسند (٧٢٤٠)، والبخاري في صحيحه (١٥٩٠) عن الحُميدي، ومسلمٌ في صحيحه (١٣١٤) عن زهير بن حرب، وابن خُزيمة في صحيحه (٢٩٨١) عن الحسين بن حُريث- ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه (٣٠٢٨) - والسرّاج في حديثه بتخريج الشحامي ٢/ ٣٦١ (١٤٩٥) عن محمد بن الصبّاح، وابن أخي ميمي الدقاق في
1 / 16
الفوائد (٣٥١) عن أبي القاسم البغوي، عن داود بن رشيد، وأبو نعيم في مستخرجه (٣٠٢٨) عن أبي علي محمد بن أحمد، عن أبي شعيب الحرّاني، عن علي بن المديني، ح، وعن محمد بن إبراهيم عن عبدالله بن محمد بن سلم عن دُحيم عبدالرحمن بن إبراهيم: كلهم (أحمد بن حنبل، والحُميدي، وزهير بن حرب، وعلي بن المديني، ومحمد بن الصبّاح، وداود بن رشيد، والحسين بن حُريث، ودُحيم) (^١)، رووه عن الوليد بن مسلم=
وأحمد في المسند (١٠٩٦٩)، والفاكهي في أخبار مكة (٢٤٠٥) عن العبّاس الدوري، والمحاملي في الأمالي رواية ابن مهدي (٣٢) - ومن طريقه الخطيب في الفصل (٢/ ٦٩٥)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٣٦٨٦) - عن سعيد بن بحر؛ ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وعباس الدوري، وسعيد بن بحر) رووه عن محمد بن مصعب=
_________
(^١) وقد خالفهم في إسناده ومتنه: إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار كما عند البزّار في مسنده (٢٥٨٢)
حيث رواه عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة مرفوعًا بلفظ: «إنا نازلون غدًا بخيف بني كنانة»، و«وهل ترك لنا عقيل منزلًا».
والصواب في رواية الوليد بن مسلم هو مارواهُ عنهُ الجماعة وفيهم الأكابر من الأئمة كالحميدي وأحمد وابن المديني.
وإسماعيلُ بن حفص: روى له النسائي وابن ماجه، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: (كتبت عنه وعن أبيه، وكان أبوه يكذب، وهو بخلاف أبيه) قلت: لا بأس به؟ قال: لا يمكننى أن أقول: لابأس به)، وقال النسائي (أرجوا أن لايكون به بأسٌ)، ووثقه ابن حبان، الجرح والتعديل (٢/ ١٦٦)، والثقات (٨/ ١٠٢)، وتهذيب التهذيب (١/ ١٤٦)
1 / 17
وأبو داود في السنن (٢٠١١)، والنسائي في السنن الكبرى (٤٣٩٦)، عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبدالواحد السلمي، وابن خُزيمة في صحيحه (٢٩٨٢) عن يونس بن عبدالأعلى، وبحر بن نصر عن بشر بن بكر، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ١٦٠) عن إسحاق بن محمد، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن الوليد، عن أبيه الوليد بن مزيد، وأبوعوانة في مستخرجه- كما في إتحاف المهرة (٢٠٤٨٥) - عن أبي أمية عن محمد بن مصعب، ويحيى بن الضحّاك، وإسماعيل بن عبدالله بن سماعة- أشار لروايتهما الخطيب في الفصل (٢/ ٦٩٧) ولم يسندها- كلهم (الوليد بن مسلم، ومحمد بن مصعب، وعمر بن عبدالواحد، وبشر بن بكر، والوليد بن مزيد، ويحيى بن الضحاك، وإسماعيل بن سماعة) =
رووه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال النبي ﷺ من الغد يوم النحر، وهو بمنى: «نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة …».
وقد اتفق الشيخان على رواية حديث الأوزاعي على هذا النحو، واعتنى الأئمة وأصحاب المصنفات بروايتها ونقلها، وتابعه عليها جمعٌ من أصحاب ابن شهاب (^١).
_________
(^١) منهم: إبراهيم بن سعد: رواه أحمد (٧٥٨٠)، والبخاري (٣٨٨٢)، و(٤٢٨٥)، وشُعيب بن أبي حمزة: رواه البخاري (١٥٨٩)، و(٧٤٧٩)، ويونس بن يزيد: رواه البخاري (٧٤٧٩)، ومسلم (٣١٥٣)، وعُقيل بن خالد: رواه ابن خزيمة (٢٩٨٤).
1 / 18
(٢) وأما الوجه الثاني:
فقد رواه: عبدالرزّاق في المُصنّف (٩٨٥١) - ومن طريقه النسائي في الكُبرى (٤٤٥١) مختصرًا، وأبوعوانة في مستخرجه (٥٥٩٧) - عن معمر والأوزاعي- مقرونين- عن الزهري، عن علي بن الحُسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد ﵁، به.
وقد أعلّه النسائي فقال: «وحديث الأوزاعي غيرُ محفوظ»، أي: من مسند أسامة ﵁.
حيثُ خالف عبدالرزّاق في حديثه حديثَ الجماعة، وحمل حديث الأوزاعي على حديث معمر الذي رواه من مسند أسامة ﵁.
والصواب في حديثه أنه من مسند أبي هريرة ﵁، كما رواه أصحاب الوجه الأول بلفظ: «نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة …».
1 / 19
* ثانيًا: حديثُ معمر، وقد روي عنه مختصرًا ومطولًا:
الأول: بالاقتصار على لفظ حديث الجماعة: «لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم».
رواهُ عنهُ: (عبدالرزّاق، وعبدالأعلى بن عبدالأعلى، ويزيد بن زُريع)، وتقدمت الإشارة لروايتهم.
والثاني: رواه عنه (عبدالرزّاق) عن معمر بإسناده إلى أسامة بن زيدٍ ﵁، قال: قلت: يا رسول الله، أين ننزل غدا؟ في حجته، قال: «وهل ترك لنا عَقِيل منزلا؟»، ثم قال: «نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة»، ثم قال عند ذلك: «لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر».
- وقد رواه: أحمد في المُسند (٢١٧٦٦) - ومن طريقه أبوداود في السنن (٢٠١٠)، و(٢٩١٠)، والمزي في تهذيب الكمال (٢٢/ ١٥٦) - والبخاري (٣٠٥٨) عن محمود بن غيلان، ومسلمٌ (١٣٥١) عن محمد بن مهران الرازي، وابن أبي عمر، وعبد بن حُميد، وأبو عوانة في مستخرجه (٥٥٩٦) عن محمد بن إسحاق بن الصبّاح، وحمدان السُّلمي، وابنُ خزيمة في صحيحه (٢٩٨٥)، والبغوي في شرح السنة (٢٧٤٧)، والعلائي في بُغية الملتمس (١٨٧)، بإسنادهما إلى ابن معقل الميداني؛ كلاهما (ابن خزيمة، وابن معقل) روياه عن محمد بن يحيى الذُهلي=
والطبراني في المعجم الكبير ١/ ١٦٨ (٤١٣) عن إبراهيم بن سويد، والبيهقي
1 / 20
في الكبرى (٥/ ١٦٠) عن أبي الحسن المهرجاني، عن بشر بن أحمد، عن أحمد بن الحسين بن الحذّاء، عن علي بن المديني، وغيرهم؛
كلهم: (أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن مهران، وابن أبي عمر، وعبد بن حميد، ومحمد بن الصبّاح، وحمدان السُلمي، ومحمد بن يحيى، وإبراهيم بن سويد، وعلي بن المديني):
رووه عن عبدالرزّاق، عن معمرٍ، به (^١).
_________
(^١) وليس في رواية الشيخين وأبي داود والطبراني والبيهقي قوله: «لايرث المسلم الكافر».
1 / 21
ذكرُ ما ورد من الاختلاف في متنه:
* حديثُ معمر مما اختلفت فيه أقوال النُظّار وأئمة النقد:
١ - حيثُ نصّ علي بن المديني على أن قوله: «نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة»، مُدرجٌ من معمر في حديث أسامة بن زيد ﵁، والصواب أنه من مسند أبي هريرة ﵁.
وتبعه عليه ابن خُزيمة، والخطيب البغدادي.
قال علي بن المديني: «حديثُ أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «منزلنا غدًا إن شاء الله بالخيف عند الضحى» رواه الزهري، فاختلف على الزهري في إسناده:
فرواه الأوزاعي، وإبراهيم بن سعد، والنعمان بن راشد، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمِّع؛ كلهم عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (^١).
إلا أن معمرًا أدرجه في حديث علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيدٍ: «وهل ترك لي عقيلٌ منزلًا»، فأدرج الكلام فيه: «منزلنا غدًا».
وقد رواه محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة، ولم يذكر فيه: «ومنزلنا بالخيف»» (^٢).
_________
(^١) وهو الوجه الأول من حديث الأوزاعي، وقد تقدم.
(^٢) علل الحديث لابن المديني (١٢٢)، وصحيح ابن خزيمة (٢٩٨٤)، والفصل للوصل المدرج في المتن (٧٥).
1 / 22