أسلم شيبة يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وقيل: بل أسلم بحنين. وقال الزبير: كان شيبة قد خرج مع رسول الله ﷺ يوم حنين، يريد أن يغتال رسول الله ﷺ فرأى من رسول الله ﷺ غرّة، فأقبل يريده، فرآه رسول الله ﷺ فقال: يا شيبة، هلمّ لا أمّ لك. فقذف الله في قلبه الرعب، ودنا من رسول الله ﷺ فوضع يده على صدره ثم قال: اخسأ عنك الشيطان. فأخذه أفكل وقذف الله في قلبه الإيمان فأسلم، وقاتل مع رسول الله ﷺ، وكان ممن صبر معه يومئذ، وكان من خيار المسلمين، ودفع رسول الله ﷺ مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وإلى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وقال: خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة يا بني طلحة لا يأخذها منكم إلا ظالم. قال: فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.
قال أبو عمر: (٧١٣): شيبة هذا هو جد بني شيبة حجبة الكعبة إلى اليوم، وذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وهو من فضلائهم، وتوفي في آخر خلافة معاوية سنة تسع وخمسين، وقيل بل توفي في أيام يزيد بن معاوية «١» . انتهى.