جعلت هذا العلم في جوفك وإنما ختم المصنف بهذا الحديث تفاؤلآَ بقوله فقد غفرت لكم إشارة إلى أن مآل العالم بالله العامل لله الغفران وهذا ختام حسن نسأل الله حسن الخاتمة
٣٦ - (قال أبو عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود)
الهذلي حليف بني زهرة أحد السابقين الأوّلين من الصحابة روى عنه علقمة والأسود وزر بن حبيش توفي سنة اثنين وثلاثين من الهجرة (عليكم بالعلم قبل أن يرفع ورفعه بهلاك رواته) وفي رواية ورفعه هلاك العلماء (فوالذي نفسي بيده ليودّن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم وأن أحدًا لم يولد عالمًا) من بطن أمه (وإنما العلم بالتعلم) هكذا أورده بتمامه ابن القيم وغيره وأخرج اللالكائي في السنة من رواية أيوب عن أبي قلابة عن ابن مسعود قال عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله أو قال أصحابه قال وعليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقد أو يفتقر إلى ما عنده الحديث وعند البيهقي في المدخل من طريق علي بن الأقمر والعسكري من حديث أبي الزعراء كلاهما عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال إن الرجل لا يولد عالمًا وِإنما العلم بالتعلم وفي كتاب العلم من صحيح البخاري من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين وإنما العلم بالتعلم قال الحافظ في مقدمة الفتح رواه ابنِ أبي عاصم في كتاب العلم من حديث معاوية هاتين الجملتين اهـ أي مرفوعًا وقال في الفتح ورواه الطبراني كذلك من طريقه بلفظ يا أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين وإسناده حسن قال القسطلاني ورواه أبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث أبي الدرداء مرفوعًا إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه اهـ
قلت: وأخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب عن أبي الدرداء بزيادة ومن يتق الشر يوقه ثلاث من كنّ فيه لم ينل الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة من تكهن أو استقسم أو رده من سفره تطير
1 / 48