سمعت أبا حنيفة يقول حججت مع أبي سنة ست وتسعين ولي ستة عشر سنة فلما دخلت المسجد الحرام رأيت حلقة عظيمة.
فقلت لأبي: حلقة من هذه؟ قال حلقة عبد الله بن جزء الزبيدي صاحب رسول الله ﷺ فتقدمت فسمعته يقول سمعت رسول الله ﷺ يقول من تفقه الحديث قال ابن قطلوبغا في أماليه هكذا رأيت الطريق الأولى عند كل هؤلاء المصنفين وعندي هو أنه مكرم عن أحمد بن محمد عن ابن سماعة وأحمد بن محمد هذا هو ابن الصلت ويعرف أيضًا بالجاني وبابن المغلس كذاب وقال ابن عدي ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه وقال ابن حبان والدارقطني كان يضع الحديث ثم قال وأما المسند الذي ساقه ابن المقري هكذا رأيته في أصل شيخنا من مسنده وبين جعفر ومحمد بن سماعة أحمد بن الصلت جاء مصر حافي رواية الخطيب ثم نقل عن الذهبي في الميزان هذا كذاب فابن جزء مات بمصر ولأبي حنيفة ست سنين وقال الحافظ ابن حجر في اللسان وقد وقع لنا هذا الحديث من وجه آخر ثم ساق سنده قال وهو باطل أيضًا وأورده ابن الجوزي في الواهيات وابن النجار في تاريخه والسيوطي في موضوعاته ونقل الكلام في ابن الصلت الذي قدمناه قال ابن قطلوبغا وفي مناقب أبي حنيفة للجعابي أن ابن جزء مات سنة ثمان وتسعين على خلاف ما ذكره ابن يونس قال وأخرج أبو العباس المرهبي في فضل العلم من حديث زياد الصدائي رفعه من طلب العلم تكفل الله برزقه.
قلت: رويناه في الجزء الثاني من معجم أبي على الحداد من طريق يونس بن عطاء عن سفيان الثوري عن أبيه عن زياد الصدائي وقال ابن خسرو بعد ذكر الحديث المتقدم وأنشد أبو حنيفة من قوله.
من طلب العلم للمعاد ... فاز بفضل من الرشاد
وبالخسرام من أتاه ... لنيل فضل من العباد
قلت: وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن مسعود رفعه من جعل الهم همًا واحدًا هم آخرته كفاه الله ﷿ ما همه من أمر دنياه وأخرجه الرافعي من
1 / 34