وفي رواية: إن عائشة عابت ذلك أشد العيب، وقالت: إن فاطمة كانت في بيت وحش، فخيف على ناحيتها، فلذلك أرخص لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه، وأخرج الطحاوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كانت فاطمة تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: اعتدي في بيت ابن أم مكتوم، وكان محمد بن أسامة بن يزيد يقول: كان أسامة إذا ذكرت فاطمة من ذلك شيئا رماها بما كان في يده، وروى الدارقطني عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((المطلقة ثلاثا لها السكنى والنفقة))، وعن عبد الله بن عبد الله بن عتبة قال: أرسل مروان إلى فاطمة فسألها فأخبرته أنها كانت عند أبي حفص بن المغيرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر علي بن أبي طالب، يعنى على بعض اليمن، فخرج معه زوجها، فبعث إليها بتطليقة كانت بقيت لها، وأمر عياش بن أبي ربيعة والحارث بن هشام أن ينفقا عليها، فقالا: والله ما لها نفقة إلا أن تكون حاملا، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا نفقة لك ولا سكنى ألا أن تكوني حاملا))، واستأذنته في الانتقال فأذن لها، فقالت أين انتقل يا رسول الله، قال: عند ابن أم مكتوم، وكان أعمى تضع ثيابها عنده ولا يبصرها، فلم تزل هناك حتى مضت عدتها فأنكحها النبي صلى الله عليه وسلم أسامة، فرجع قبيصة إلى مروان، فأخبره ذلك، فقال مروان: لم نسمع مهذا الحديث إلا من امرأة، فسنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها، الحديث رواه أحمد وأبو داود والنسائي . عن ميمونة قالت: قلت لسعيد بن المسيب: أين تعتد المطلقة ثلاثا، فقال: في بيتها، فقلت له: أليس قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس أن تعتدي في بيت ابن أم مكتوم، فقال: تلك امرأة أفتتنت الناس، استطالت على (165) أختانها بلسانها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم، الحديث.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن فاطمة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: اعتدي في بيت ابن أم مكتوم، فأنكر الناس عليها ما كانت تحدث به من خروجها قبل أن تحل، رواهما الطحاوي وغيره.
قوله: وكذلك حديث بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ)) رواه الخمسة، وصححه الترمذي عن أرقم بن شرحبيل أنه سأل عبد الله بن مسعود فقال: إني أحك فأمضي بيدي إلى فرجي، فقال ابن مسعود: إن علمت أن منك بضعة نجسة فاقطعها.
وعن قيس(166) قال: قال عبد الله: ما أبالي مسست ذكري أو أذني أو إبهامي أو أنفي، وعن حذيفة أنه قال: ما أبالي مسست ذكري أو أذني، وعن سعيد بن حبير عن ابن عباس مثله، وعن عمار بن ياسر أنه سئل عن مس الذكر في الصلاة، فقال: ما هو إلا بضعة منك، وعن قيس قال: سأل رجل سعدا عن مس الذكر، فقال: إن عملت أن منك بضعة نجسة فاقطعها، وعن الحسن أن عمران بن حصين قال: ما أبالي أياه مسست أو بطن فخدي، يعني ذكره، وعن قابوس عن أبيه قال: سئل علي رضي الله عنه عن الرجل يمس ذكره، قال: لابأس، أخرجها ابن أبي شيبة.
(167)باب تفسير الشروط
قوله: بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم))، وفي لفظ: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يشهدون ولايستشهدون))، الحديث متفق عليه.
Shafi 52