202

وأخبرنا أبو بكر المقرئ، حدثنا الطحاوي، حدثنا أحمد بن داود(1) بن موسى، حدثنا يعقوب بن حميد بن محاسب، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر(2)، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن بلال أنه كان يثني الأذان، ويثني الإقامة(3).

والأخبار بهذا اللفظ، وما يرجع إلى معناه كثير، والخبر الأول خبر أبي محذورة قد صرح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمه الأذان، فقال: الله أكبر مرتين، والخبر الثاني قد اقتضى ذلك، عمومه(4) بأنه قد كان يثني الأذان.

وروى أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هشام، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن المهيع(5) بن قيس، أن عليا عليه السلام، كان يقول : (أن الأذان مثنى مثنى، والإقامة).

وأخبرنا أبو العباس الحسني، أخبرنا أبو زرعة أحمد بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا زياد بن عبد الله الطائي، عن إدريس بن يزيد(6) الأودي، عن عون(7) بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: أذن بلال ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى ، مرتين، وأقام كذلك.

فإن قيل: فقد روي أن التكبير في أول الأذان أربع مرات، وقد ذكر أبو محذورة في أذانه الذي علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الترجيع.

قيل له: يحتمل الترجيع، وتكرير التكبيرتين أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك على سبيل التعليم، أو قال ذلك بأنه لم يكن مد صوته، ألا ترى إلى ما روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: (( ارجع فيه، ومد صوتك ))، فإذا احتمل ذلك، وكان قد روي ما تقدم ذكره، لم يجب أن يجعل تكرير التكبيرتين، وترجيع الشهادتين من أصل الأذان، فصح ما نذهب إليه في هذا الباب.

Shafi 202