============================================================
الاول من تجريد الأغانى 448 بهم من مكان إلى مكان . فنزل بموضع يقال له : ماوان (1). فقيض الله له رجلا صاحب مائة من الإبل قد فر بها من حقوق قومه، وذلك أول ما ألبن الناس، فقتله وأخذ إبله وأمرأته ، وكانت من أحسن الناس . فأتى بالإبل أهل الكنيف فحلبها لهم وحملهم عليها ، حتى إذا دنوا من عشيرتهم أقبل يقسمها يينهم ، وأخذ مثل نصيب أحدهم ، فقالوا : لا واللات والعزى، لا نرضى حتى تجعل المرأة نصيبا ، فمن شاء أخذها . فغضب وجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتلهم ، وينتزع الإبل منهم ، ثم يذكر أنهم صنيعته ، وأنه إن فعل ذلك أفسد ما كان يصنع .
فأفكر طويلا ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة حتى يلحق بأهله . فأبؤا ذلك عليه ، حتى أنتدب رجل منهم فجعل له راحلة من ه بين ثمامة بالنه شاررق وحكى أن ثمامة بن الوليد دخل على المنصور فقال : ياثمامة ، أتحفظ حديث حديته ابن عمك غروة الصعاليك بن الورد العبسى ؟ فقال : أى حديثه يا أمير المؤمنين ؟
فقد كان كثير الحديث حسنه . قال : حديثه مع الهذلي الذى أخذ فرسه . قال : ما يحضرنى ذلك فأرويه يا أمير المؤمنين . فقال المنصور : خرج غروة حتى دنا من منازل هذيل ، وكان منها نحوا من ميلين ، وقد جاع ، فإذا هو بآرنب فرماها، ثم أؤرى نارا فشواها وأكلها ، ودفن النار على مقدار ثلاثة أفرع ، وقد ذهب الليل وغارت النجوم . ثم أتى سرحة (2) فصعدها وتخوف الطلب . فلما تغيتب فيها إذا الخيل قد جاءت وتخوفوا البيات(3). فجاءت منهم جماعة ومعهم رجل على فرس، فجاء حتى ركزرانحه فى موضع النار وقال : لقدرأيت النار هاهنا . فنرا رجل فحفر قدر ذراع فلم يجد شييا . فأ كب القوم على الرجل يعذلونه ويعيبون (1) ماوان : قرية من ارض اليمامة (2) السرحة : من الشجر الكبير العظيم الطويل.
(3) البيات : الإيقاع بالقوم ليلا دون ان يعلموا .
Shafi 355