327

============================================================

الأول من تجريد الأغاتى فلبئت الأوس والخزرج متحار بين عشرين سنة فى أمر سمير، يتعاودون الققال فى تلك السنين . وكانت لهم فيها أيام ومواطن لم تحفظ . فلما رأت الأوس طول الشر، وأن مالكا لا ينزع(1) ، قال لهم سويد بن صامت الأوسى ، وكان يقال له الكامل فى الجاهلية - وكان الرجل عند العرب إذا كان شاعرا شجاع كافيا سابحا راميا سموه الكامل. فكان سويد أحد الكملة - : ياقومى، أرضوا الرجل من حليفه . ولا تقيعوا على حرب إخوتكم فيقتل بعضكم بعضا، ويطمع هذا فيكم غير كم، وإن حملتم على أنفسكم بعض الحمثل . فأرسلت الأوسن إلى مالك ابن العجلان يدعونه إلى أن يحكم بينه و يينهم ثابت بن المنذر بن حرام ، أبو حسان اين ثابت . فأجابهم إلى ذلك . فخرجوا حتى أتوا ثابت بن المنذر، وهو فى البثر تالتى يقال لها شسميحة(2). فقالوا : إنا قد حكمناك بيننا . فقال : لاحاجة لى فى ذلك .

قالوا : ولم ؟ قال : أخاف أن تردوا حكمى كما رددتم حكم عمرو بن أمريء القيس . قالوا : فإذن لا نرد حكمك ، فاحكم ينا . قال : لا أحكم ينكم حتى تعطونى موثتقا وعهدا لترضون بحكمى وما قضيت ولتسشلمن له . فأغطوه على ذلك عقودهم وموائيقهم ، فحكم أن يدوا حليف مالك دية الصريح(3) ، ثم تكون السنة بعده على ما كانت عليه : الصريح على ديته والحليف على ديته، وأن تعد القتلى الذين أصاب بعضهم من بعض فى حربهم ، ثم يكون بعض بعض، ثم تعطى الدية لمن كان له فضل فى القتلى من الفريقين . فرضى مالك بذلك وسلمت الأوس، وتفرقوا على أن على بنى التجار نصف دية جار مالك معونة لهم، وعلى بنى عمرو بن عوف نصفها . فرأت بنو عمرو بن عوف أنهم لم يخرجوا إلا الذى كان عليهم . ورأى مالك أنه قد أدرك ما كان يطلب . وودى جاره ديه الصريح . ويقال : بل الحكم المنذر أبو ثابت .

(1) لا ينزع : لا يكف: (2) سميحة، بالتصغير، وبفتح السين : بثر بالدينة: (3) الصريح : الرجمل الخالص التسب .

Shafi 327