297

============================================================

الأول من تجريد الأغانى 19

الناس وجها وخلقا وخلقا . فقال: يا معبد، كيفطرأت(1) إلى مكة ؟ قلت : جعلت فداك ! فكيف عرفتنى؟ قال : بصوتك . قلت : وكيف وأنت لم تسمعه قط ؟

قال : لما غنيته عرفتك به وقلت : إن كان معبد فى الد نيا فهذا . فقلت : جعلت فداك! فكيف أجبتنى بقولك : * وما أنس م الأشياء لا أنس قولها * فقال : علمت أنك تريد أن أسمعك صوتى : * وما أنس م الأشياء لا أنس شادنا * ولم يكن إلى ذلك سبيل ، لأنه صوت قد نهيت أن أغنيه ، فغنيتك هذا الصوت جوابا لما سألت . فقلت : والله ما عدوت ما أردت، فهل لك حاجة؟

فقال لى : يأبا عباد، لولا ملالة الحديث وثقل إطالة الجلوس لاستكثرت منك، فأعذز فخرجت من عنده ، وإنه لأجل الناس عندى ، ورجعت إلى المدينة فتحدثت بحديثه ومجبت من فطنته وقيافته . فما رأيت إنسانا إلا وهو أجل منه فى نفسى. وذكرت جميلا وبنينة فقلت : ليتنى أصبت إنسانا يحدثنى بقصة جميل وخبر(2) هذا الشعر، فأ كون قد أخذت بفضيلة الأمر كله فى الفناء والشعر . فسالت عن ذلك فإذا الحديث مشهور . وقيل لى : إن أردت أن تخبر بمشاهدته فأت بنى حنظلة ، فإن فيهم شيخا منهم يقال له فلان، يخبرك الخبر بمشاهدته . فأتيت الشيخ فسألته . فقال : نعم ، بينا أنا فى إبلى فى الربيع إذا أنا برجل منطو على رحله(2) كأنه جان، فسلم على ثم قال : ممن أنت ياعبدالله أقلت : أحد بنى حنظلة .

3 قال : فنسبنى (4) ، فانتسبت حتى بلغت فخذى الذى أنا منه .ثم سألنى عن بنى عذرة أين نزلوا . فقلت : هل ترى ذلك السفح فإنهم نزلوا من ورائه . فقال : (1) طرأت : أقبلت إلى مكة قجأة والذى فى الأصل : "تطرقت" . (2) فى الأصل : " بقصة حيل وقوله هذا الشعر، وليتنى كنت عرفت خبر... الخ" (4) نسبنى : مألي ان انتسب .

(3) فى الأصل : "راحلته

Shafi 297