============================================================
2 أخيار الغريض ومن أبيها بعده . قلن : ومالك؟ قال : أبنان لم يكن لى غيرهما قتل أحدهما صاحبه، فقال أمير المؤمنين : أنا قاتل الآخر به . فقلت : أنا الولى وقد عفوت . فقال : لا آعود الناس هذه العادة . فرجوت أن ينجى الله أبنى هذا على يدها . فد خلن إليها فذ كزن ذلك لها . فقالت : وكيف أصنع مع غضبى عليه وما أظهرت له ؟
قلن : إذا والله يقتل . فلم يزلن حتى دعت بثيابها فأجمرتها (1)، ثم خرجت نحو الباب. فأقبل حديج الخصى، فقال : يا أمير المؤمنين، هذه عاتكة قد أقبلت .
قال : ويلك ! ما تقول؟ قال : قد والله طلعت . فأقبلت وسلمت . فلم يرد عليها .
فقالت : أما والله لولا عمر ما جئت . إن أحد أبنيه تعدى على الآخر فقتله ، فأردت قتل الآخر، وهو الولى ، وقد عقا . قال : إنى أكره أن أعود الناس هذه العادة . قالت : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين مماوية ومن أمير المؤمنين يزيد ، وهو ببابى. فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها . فقال : هولك . ولم يبرحا حتى اصطلحا . ثم راح عمر بن بلال إلى عيدالملك فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف رأيت ؟ قال : رأينا أثرك، فهات حاجتك .
قال : مزرعة بعدتها وما فيها ، وألف دينار، وفرائض لولدى وأهل بيتى وعيالى:
قال : ذلك لك . وآندفع عبد الملك يتمثل بشعر كثير:
* وإنى لأرعى قومها من جلالها * البيتين . فعلمت عاتكة ما أراد ، فلما غنى الغريض يزيد بن عبد الملك بهذا الشعر كرهت مواليه؛ إذ كان عبد الملك تمثل به فى أمه ، ولم يكرهه يزيد
وقال : لوقيل هذا الشعر فيها ثم غنى به ما كان عيبا، فكيف وإنما هو مثل تمثل به أمير المؤمنين فى أجمل العالمين .
(1) أجمرتها : بخرتها
Shafi 294