أبتهل إليك ألا تتعجل. تريث يوما أو يومين قبل الاقتراع، فإذا ساءت خيرتك، لم يفتنا أنسك وعشرتك. رويدك رويدك. في قلبي شيء - وهذا الشيء ليس بالغرام - يوحي إلي أن فقدك مساءة لي. على أن مثل هذا الوحي لا يجيء من البغضاء. ولأزيدك مكاشفة بما في ضميري، دع أن الأجدر بالفتاة ألا يكون لها من اللسان إلا فكرها، أقول إنني أتمنى استبقاءك هاهنا شهرا أو شهرين قبل المخاطرة بمستقبلك من أجلي. وقد يجيش بي أن أعلمك كيف تحسن الخيرة، لكنني إذن أكون حانثة، ومعاذ الله أن أكونها أبدا. إلا أنني لو أرشدك وتعذر عليك الفوز بي، لاشتد أسفي، من كوني لم أحنث. ويحي! إن عينيك نظرتاني فقسمتاني إلي شطرين: شطر لك وشطر لك! كان ينبغى أن أقول - لي - في الثانية لكن سبق لساني، لأنني لك وما بقي لي فهو إذن لك. يا للقضاء الجائر أقام حاجزا بين المالك وملكه فأنا لك، ولكنني ربما لا أكون لك. فإذا جرى الحكم على هذا فلا وقعت التبعة إلا على مصدر الحكم لا علي. أفرطت في الثرثرة، ولكن لا لإضاعة الوقت بل لإطالته بتأخير اقتراعك.
باسانيو :
دعيني أختر فإني في أشد العذاب.
برسيا :
في أشد العذاب يا باسانيو، فلا بد من خيانة تحت هواك، والأولى أن تقر بها.
باسانيو :
لا خيانة، ولكن خشية فقدي من أهواه، وقد يكون أيسر أن تأتلف النار والثلج من تأتلف الخيانة وحبي.
برسيا :
سوى أنني أخشى أن يكون كلامك إكراهيا أشبه بما يجريه الألم على الألسنة قسرا.
باسانيو :
Shafi da ba'a sani ba