هو بالباب يا سيدي، هو آت. «يدخل شيلوك»
الدوق :
أفسحوا له فنراه ويرانا مواجهة. شيلوك، يظن غير واحد - وأنا من أصحاب هذا الظن - أنك مصر على ما توحيه إليك البغضاء حتى الدقيقة الأخيرة، فإذا حلت هذه الدقيقة راجعت حلمك، ورجعت إلى وحي الشفقة بما لا يدل عليه هذا التظاهر منك بالقسوة المتناهية، ويزيد أصحاب هذا الظن على ما قدمته أنك ستعدل عن النهج الذي نهجتة إلى الآن من تقاضي بضعة اللحم من جسم هذا التاجر المنكود الطالع إلى ما هو أعرق في الإنسانية، وأبلغ في السماحة، فتترك له نصف المقدار الأصلي من الدين ناظرا بعين الرحمة إلى ما مني به حديثا من الخسائر، التي لو مني بها أعظم التجار ميسرة لأعسر، وهو الخطب الذي تلين له النفوس المتصلبة كالنحاس، وترق من جرائه القلوب المتحجرة كالرخام، بل الرزء الذي يرثى له جفاة الترك، ويبكي منه قساة التتار، أعداء كل رفق وأضداد كل كياسة. إنا نرقب إجابتك أيها اليهودي، وعسى أن تكون موافقة.
شيلوك :
لقد كاشفت سموكم بمقاصدي، وأقسمت بالسبت. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إلا ما تنجزت منطوق الصك بالحرف، فإذا أبيتم علي ذلك فلتقع تبعة هذا الإباء على أنظمة حكومتكم، وامتيازات مدينتكم. تسألونني علام أوثر بضعة من اللحم الخبيث على استئداء ثلاثة آلاف دوقي. فجوابي: أنه لو قدر كون هذا الطلب إحدى بدوات عقلي لكفى ذلك في إيجابه، فقد يكون في بيتي جرذ ثقيل أطيب للتخلص منه عن ثلاثة آلاف دوقي. أفتبغون مني أسبابا أخر؟! ... من الناس من لا يطيق رؤية خنوص واسع الشدقين، ومنهم من يرتعد لرؤية سنور، ومنهم من إذا سمع غنة المزمار لم يستطع حقن بوله، ذلك لأن شعورنا هو ذو السلطان المطلق على موداتنا وعلى موجداتنا، وفي يده أزمة ما نحب، وما لا نحب، فان أردتم بعد هذا جوابي فإليكم جوابي: كما أن الإنسان لايستطيع بيانا لما بغض إليه الخنوص المتثائب وأخافه من السنور الذي لايؤذي، ونفره من صوت المزمار، ودفعه بقوة خفية لا مرد لها إلى التكره من رؤية ما لا يسره، ولو عرضه ذلك ليكون بغيضا على الآخرين، كذلك أنا. وحسبي داعيا للتشدد في مقاضاة أنطونيو وإيثار احتزاز لحمه، على استعادتي نقودي منه، تأصل الحقد عليه في دمي، وتمكن الضغن له من فؤادي. أيرضيكم هذا؟
باسانيو :
يا للرجل الذي ليست له أحشاء! ما هذا بالعذر الذي يعتذر به عن مثل هذه الحطة.
شيلوك :
ليس من الضروي أن يعجبك اعتذاري.
باسانيو :
Shafi da ba'a sani ba