182

Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada

تعجيل الندى بشرح قطر الندى

Nau'ikan

الاستغاثة من أنواع النداء (١) وهي نداء من يُخَلِّص من شدة واقعة أو يعين على رفعها قبل وقوعها. وأداتها (يا) . فالأول: نحو يا لَلناس لِلغريق. الثاني: نحو: يا لَلحراس لِلأعداء. وأسلوب الاستغاثة لا يتحقق الغرض منه - وهو طلب النصرة والعون - إلا بثلاثة أركان. ١-حرف النداء (يا) دون غيره من حروف النداء، وهو مذكور دائمًا. ٢-المستغاث به. (وهو من يُطلب منه العون والمساعدة) وهو مجرور بلام مفتوحة دائمًا. إلا إذا عطف عليه مستغاث آخر، ولم تتكرر (يا) فتكسر. نحو: يا لَلعلماء ولِلمصلحين لِلشباب. فكلمة (المصلحين) ليست مستغاثًا أصيلًا لعدم وجود حرف النداء (يا) ولكنها لما عطفت على ما قبلها اكتسبت معنى الاستغاثة. ٣-المستغاث له (وهو الذي يطلب بسببه العون لمعاونته ومقاومته) وهو مجرور بلام مكسورة كما تقدم، أو بـ (من) نحو: يا لَلقاضي من شاهد الزور. وللنحويين آراء في لام المستغاث به. وأحسنها أنها حرف جر فُتِحَتْ للتفريق بينها وبين لام المستغاث له. وهي ومجرورها متعلقان بحرف النداء (يا)، لنيابته عن الفعل (ألتجئ) ونحوه. فمثلًا: يا لَلعلماء لِلجهال، تقول: (يا) حرف نداء واستغاثة. (للعلماء) اللام: حرف جر واستغاثة و(العلماء) اسم مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بـ (يا) النائبة عن الفعل (ألتجئ) . للجهال: جار ومجرور متعلقان بـ (يا) . وقد ذكر المصنف للاستغاثة ثلاثة استعمالات: الأول: ما تقدم وهو أن يجر المستغاث به بلام مفتوحة وهو أكثر الاستعمالات.

(١) أصل الاستغاثة طلب الغوث، وهو إزالة الشدة، وطلب الاستغاثة ممن يقدر على إزالة الشدة جائز شرعًا. قال تعالى: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ لكن مع اعتقاد أنه مجرد سبب. وأما طلب الغوث من شيء لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز لأنه شرك (انظر شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين ١/٢٦١) .

1 / 182