بالحرب، وأعلمه أنّه غير ممسك [عنه] [١] إن أمسك، فسار بعضهما إلى بعض، ومع كلّ واحد منهما إخوته وأهل بيته. فقتل بينهما خلق كثير، وأحسن الغناء [٢] ابن بشتاسف إسفنديار، وقتل بيدرفش الساحر [٣] بيده مبارزة. فصارت الدبرة [٤] على الترك، فقتلوا قتلا ذريعا، ومضى خرزاسف هاربا على وجهه، ورجع بشتاسف إلى بلخ.
فلمّا مضت لتلك الحرب سنون، سعى على إسفنديار رجل يقال له: فرّوخ، [٥] فأفسد قلب بشتاسف عليه. وذاك أنه أعلمه: أنه ينتدب [٦] للملك، ويزعم أنه أحقّ به، وأن الناس مائلون إليه. فصدّق بشتاسف بذلك، وترك الرفق ومعالجة الأمور على تؤدة، وأخذ في أن يندبه لحرب دون حرب [٧] . فكان ينجح فيها كلّها، ثم أمر بتقييده، وصيّره في الحصن الذي فيه حبس النساء. وصار بشتاسف إلى جبل يقال له: «طميذر» [٨]، لدراسة دينه، والتنسك هناك، وخلّف أباه لهراسف [٥٦] في مدينة بلخ شيخا هرما قد أبطله الكبر، وترك خزائنه وأمواله على [٩] امرأته.
فكان من عاقبة ذلك، أن حملت الجواسيس خبره إلى خرزاسف، فجمع جنودا لا يحصون كثرة، وشخص من بلاده نحو بلخ. فلما انتهى إلى تخوم [١٠] ملك