"المنتقى في شرح الموطأ" ذهب فيه مذهبَ الاجتهاد وإيرادِ الحجج، وهو مما يدلُّ على تَبَحُّره في العلوم والفنون.
٣٤ - فخر النساء شهدة بنتُ أبي نصر أحمدَ بنِ الفرج بنِ عمرَ الابريِّ، الكاتبةُ الدِّينَوَرِيَّةُ الأصل، البغداديةُ المولد والوفاة
كانت من العلماء، وكتبت الخط الجيد، وسمع عليها خلقٌ كثير، وكان لها السماعُ العالي، ألحقت فيها الأصاغرَ بالأكابر، سمعت من أبي الخطاب نصرِ بن أحمدَ، وفخرِ الإسلامِ أبي بكر محمدِ بنِ أحمد الشاشيِّ، واشتُهر ذكرها، وبَعُدَ صيتُها.
كانت وفاتها يوم الأحد بعد العصر ثالث عشر المحرم سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
٣٥ - أَبو عبد الرحمن، عبد الله بنُ المبارَك بنِ واضحٍ المروزيُّ، مولى بني حنظلةَ
كان قد جمع بين العلم والزهد، وتفقه على سفيان الثوري، ومالك بن أنس ﵄، وروى عنه "الموطأ"، وكان كثيرَ الإنقطاع، محبًا للخلوة، شديدَ التورُّع.
ونقل أَبو علي النسائي الجَيَّاني: أن عبد الله بنَ المباركُ سئل: أيُّما أفضلُ معاويةُ بن أبي سفيان، أم عمرُ بنُ عبد العزيز؟ فقال: والله! إن الغبارَ الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله ﷺ أفضلُ من عمرَ بألفِ مرةٍ، صلَّى معاوية خلفَ رسول الله ﷺ، فقال: سمعَ الله لمن حمده، فقال معاوية: "ربنا لك الحمدُ"، فما بعد هذا؟ وكان لعبد الله شعرٌ فمن ذلك قوله شعر:
قَدْ يفتحُ المرءُ حانوتًا لمَتْجَرِهِ ... وقد فتحتَ لكَ الحانوتَ بالدينِ
بينَ الأساطينِ حانوتٌ بلا غلقٍ ... تبتاعُ بالدين أموالَ المساكين
صَيَّرْتَ دينكَ شاهينًا تصيدُ به ... وليسَ يُفلح أصحابُ الشواهينِ
1 / 44