وقد كناه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا: بأبي السبطين، وأبي الريحانتين وأبي تراب
. الفصل الثاني: في ذكر ولادته (عليه السلام) ومسقط رأسه
ولد (عليه السلام) بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه إكراما من الله تعالى.
وأمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي الله عنها)، وكانت كالأم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ربى في حجرها، وكان شاكرا لبرها، وآمنت به في الأولين، وهاجرت معه في المهاجرين، ولما قبضها الله تعالى إليه كفنها النبي (صلوات الله عليه وآله) بقميصه ليدرأ به عنها هوام الأرض، وتوسد في قبرها لتأمن من ضغطة القبر، ولقنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين (عليه السلام) لتجيب به عند المساءلة بعد الدفن تخصيصا منه (صلوات الله عليه) هذا الفضل العظيم إياها لمنزلتها من الله تعالى ومنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، والخبر بذلك مشهور.
وقد نشأ (عليه السلام) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من أهل البيت والأصحاب، وأول ذكر دعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإسلام فأجاب، وكان ذلك بالغد من البعثة مع صغر سنة.
وقد وردت الرواية بأن جماعة من أصحاب رسول الله أتوا النبي (صلوات الله عليه وآله) ذات يوم، وقدحوا في إسلام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالوا: إنه لم يقع الموقع الصحيح، لأنه صدر عنه وهو صغير السن، فقال النبي (عليه التحية والسلام): «إنما مثل علي (عليه السلام) كمثل عيسى ويحيى، في أنهما قد أوتيا الحكم صبيين»، فارتدت أنفاسهم ورجعوا خائبين.
ومن خصائص الأئمة (عليهم السلام) أنهم قد أوتوا الحكم في حال الصبا، وأنهم قد ولدوا مطهرين مختونين على ما صح عنهم (عليهم السلام) في الروايات، إلا أنهم (عليهم السلام) قالوا: «لكنا نمر الموسى على الموضع إصابة للسنة واتباعا للحنفية.
Shafi 74