الفصل الثالث: في مقدار عمره (عليه السلام)
عاش (عليه السلام) ثمان (1) وعشرين سنة، اثنتين وعشرين سنة مع أبيه علي بن محمد (عليه السلام).
وكانت مدة إمامته ست سنين، وكان في سني إمامته بقية ملك المعتز أشهرا، ثم ملك أحمد المهتدي يومين، ثم ملك المقتدي أحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما، ثم ملك أحمد المعتمد بن جعفر المتوكل ثلاثا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وبعد مضي خمسين من ملكه قبض الله إليه الحسن بن علي (عليه السلام).
الفصل الرابع: في وقت وفاته وموضع قبره (عليه السلام)
مضى الحسن بن علي (عليه السلام) يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين بسر من رأى، ودفن في داره بها في البيت الذي دفن فيه أبوه (عليه السلام).
وقال قوم من أصحابنا : إن أبا محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) مضى مسموما، وكذلك أبوه علي بن محمد، وجده محمد بن علي، والصادق، والباقر، وزين العابدين (عليهم السلام)، خرجوا أيضا من الدنيا مسمومين، واستدلوا على صحة ذلك بما روي عن الصادق (عليه السلام) وعن الرضا (عليه السلام) أيضا من قولهما: «والله ما منا إلا شهيد مقتول»
ولم يثبت بصحة ما قالوه دليل قاطع ولا يثبت عنهم (عليهم السلام) فيه رواية توجب العلم، والله أعلم بذلك.
الفصل الخامس: في ذكر ولده (عليه السلام)
أما الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) فلم يكن له ولد سوى صاحب الزمان (عليه الصلاة والسلام) ولم يخلف ولدا غيره ظاهرا وباطنا، وإنما خلفه (عليه السلام) غائبا مستترا وخائفا منتظرا لدولة الحق.
وكان (عليه السلام) قد أخفى مولده، وستر أمره لصعوبة الوقت وشدة طلب
Shafi 106