Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Nau'ikan
ومن تعمد -قيل- تحويل كلام قصدا لإثبات حق أو إزالة باطل أو إصلاح بين قوم لم يكن به كاذبا ولا آثما وجاز له، قال يوسف -عليه السلام-: {أيتها العير} الآية (سورة يوسف: 70) ، وهو يعلمهم غير سارقين، وإنما قصد الاحتيال في أخذ أخيه، بجعل السقاية في رحله(108) {وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه} (سورة القصص: 9) فاحتالت على أن لا يقتل، وقال إبراهيم -عليه السلام-:{بل فعله كبيرهم هذا} (سورة الأنبياء: 63) .
فصل
كتب -قيل- أبو زكرياء إلى أهل حضرموت: لكم سعة فيما بليتم به من جور الظلمة على أموال الأيتام، إذا أتاكم خارصها عليهم أن تقولوا له: هذا للمسجد أو للسبيل أو نحوهما، وأن تعرضوا في الكلام الذي يسعكم أن تقولوه، ولو لم تتقوهم، لقول عمر : وإن لكم في المعارض لمندوحة عن الكذب؛ والمندوحة السعة.
ابن عباس: ما أحب بمعارض الكلام حمر النعم؛ وجاء التعريض في قوله تعالى حكاية عن موسى: {لا تؤاخذني بما نسيت} (سورة الكهف: 73).
ابن عباس: لم ينس ولم يكذب، إذ لم يقل: إني نسيت؛ ومنه قول إبراهيم -عليه السلام-: {إني سقيم} (سورة الصافات: 89)، أي سأسقم؛ {إنك ميت} (سورة الزمر: 30) [102] وإنها أختي؛ وقد كثر مثل ذلك واستعمله المسلمون.
وروي أن عبد الله بن رواحة اتهمته زوجته بجاريته، فقالت له: إن لم تفعل فاقرأ، فإن الجنب لا يقرأ، فقال شعرا:
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرين
وأن الماء تحت العرش طام وفوق العرش رب العالمين
فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضحك، فقال: ((رحم الله نساءكم يا معشر الأنصار))؛ وأن جابر بن عبد الله أتاه أيضا فقال له: إني قمت إلى جارية لي في بعض الليل فاتهمتني زوجتي، فقلت لها: لم أفعل شيئا، فقالت لي: اقرأ ثلاث آيات من كتاب الله إن كنت صادقا، فأنشأت أقول:
Shafi 189