157

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Nau'ikan

في فضل النبيء -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، وفي ذكر الأبدال قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} الآية (سورة التوبة: 128)، {وإنك لعلى خلق عظيم} (سورة القلم: 4)، وكفى في تفضيله الآيتان؛ فهو أفضل الأنبياء -عليهم السلام-، وأكرمهم وأعلمهم وأعقلهم وأعزهم وأحلمهم؛ وقد خصه الله بفضائل من ابتداء الأمر إلى انتهائه، لا يحصيها كتاب ولا يحويها خطاب، ولا يعلمها حقيقة إلا الله سبحانه.

فمن أراد أن يطلع على كثير منها فعليه بالمواهب، وفي وجوب الصلاة عليه، هل متى ذكر ؟ أو دبر كل صلاة ؟ أو مرة في العمر ؟ أقوال. ولم تجب في حق غيره من الأنبياء والملائكة، ولكنها مندوبة.

وأمته خير الأمم عند الله مثله، [83] وخيرهم أبو بكر الصديق، وهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب، ويقال له: "عتيق والصديق" لأنه أول من صدقه حين كذبته قريش، وأول من أسلم من الرجال، وقيل: سمي صديقا، لأنه لما أسري بالنبيء -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس فأخبر الناس عند الصباح بذلك، فأعظموه وارتاب فيه بعضهم، ثم أتوا أبا بكر فقالوا له: أما بلغك ما قال محمد؟ فقال لهم: وما قال؟ فقالوا: يزعم أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس ورجع إلى مكة، فقال لهم: إن قال لكم ذلك، فقد صدق، والله إنه ليخبرني بالذي يأتيه من السماء في ليل أو نهار فأصدقه، وهو صادق فيما قال؛ وفضله مما علم ضرورة.

ثم عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بن نفيل بن عبد العزى، وقد استجيبت فيه دعوته -صلى الله عليه وسلم- فأظهر الله به الدين وأعز به المسلمين، وقد أسلم قبله تسعة وثلاثون رجلا، فأتم الله به أربعين، وعندما أسلم يقول: لا يعبد الله سرا بعد اليوم؛ وأنزل الله فيه {يأيها النبيء حسبك الله} الآية (سورة الأنفال: 64). وقد كان من فضائلهما ما ينظره الأعمى ويسمعه الأصم، فهما أفضل الأمة بعد نبيئها -صلى الله عليه وسلم- وجعلنا من أمته.

Shafi 157