Littafin Taj a Halayen Sarakuna

al-Jahiz d. 255 AH
87

Littafin Taj a Halayen Sarakuna

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Bincike

أحمد زكي باشا

Mai Buga Littafi

المطبعة الأميرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Inda aka buga

القاهرة

ثم جعل محنته في إذاعة سره ملاحظة صديقه في دخوله عليه وخروجه من عنده، وفي إسفار وجهه ولقائه للملك، فإن وجد آخر أمره كأوله في أحواله، علم أن الآخر لم يفض إليه بسره ولم يظهره عليه، فقربه واجتياه، ورفع مرتبته وحباه، ثم خلا به، فقال: إني كنت أردت قتل فلانٍ لشيء بلغني عنه، فبحثت في أمره، فوجدته باطلًا. وإن رأى من صاحبه نفور نفسٍ، وازورار جانب، وإعراض وجهٍ، علم أنه قد أذاع سره، فأقصاه واطرحه وجفاه، وأخبر صاحبه أنه أراد محنته بما أودعه من سره. فإن كان هذا من أهل المراتب، وضع مرتبته، وإن كان من الندماء، أمر أن يحجب عنه، وإن كان من أصحاب الأعمال، أمر أن لا يستعان به، وإن كان من سدنة بيوت النيران، أمر بعزله وإسقاط أرزاقه. ويقول: من لم يصلح لملكه، لا يصلح لنفسه، ومن لم يصلح لنفسه، فلا خير عنده. ويقول: إن القلب اعدل على القلب شهادةً من اللسان، وقل شيء يكون في القلب إلا ظهر في العينين، إذ كانت الأعضاء مشتركةً يتعلق بعضها ببعض. حفظ حرم الملك فأما محنته في الحرم، فكان إذا خف الرجل على قلبه، وقرب من نفسه، وكان عالمًا يظهر التأله، وكان عنده ممن يصلح للأمانة في الدماء والفروج والأموال على ظاهره، أحب أن يمتحنه بمحنةٍ باطنة فيأمر به أن يحول إلى قصره، ويفرغ له بعض الحجر التي تقرب منه، ولا يحول إليها امرأةً ولا جاريةً ولا حرمةً، ويقول له: إني أحب الأنس بك في ليلي ونهاري، ومتى كان معك بعض حرمك، قطعك عني، وقطعني عنك.

1 / 93