94

Taj Carus

تاج العروس

Bincike

جماعة من المختصين

وأنشدني أَيْضا: (تَرى الفَتَى يُنكِرُ فَضْلَ الفَتَى ... خُبْثًا ولُؤْمًا فَإذَا مَا ذَهَبْ) (لجَّ بِهِ الحِرْصُ على نُكْتَةٍ ... يَكْتُبُهَا عَنْهُ بِمَاءِ الذَّهَبْ) والمُراد من ذَلِك كلّه النظرُ بعَين الْإِنْصَاف من المعاصِرين وَغَيرهم، فَإِن الْإِخْلَاص والإنصاف هُوَ الْمَقْصُود من الْعلم، وَإِنَّمَا أَورد المُصَنّف هَذَا القولَ مَعْزُوًّا لأبي الْعَبَّاس لِأَن بركَة العِلْم عَزْوُه إِلَى قَائِله. (واختصصت) أَي آثرت (كِتَاب) الإِمَام أبي نصر (الجوهريّ) الْمُسَمّى بالصحاح، وأفردته بالتوجُّه إِلَيْهِ بالبحث على جِهة الْخُصُوص (من بَين الكُتب اللُّغَوِيَّة) أَي المصنفات المنسوبة إِلَى علم اللُّغَة، كاللُّباب والمحكم والمجمل وَالنِّهَايَة وَالْعين وَغَيرهَا (مَع مَا فِي غالبها) أَي أَكْثَرهَا، يَقُولُونَ: هَذَا الِاسْتِعْمَال هُوَ الْغَالِب، أَي الْأَكْثَر دَوَرانًا فِي الْكَلَام، لكنه قد يتخلّف، بِخِلَاف المطَّرِد فَإِنَّهُ الْمَقِيس الَّذِي لَا يختلّ (مِن الأوهامِ) جمع وَهَم محركة، كالغَلَط وزْنًا وَمعنى (الْوَاضِحَة) أَي الظَّاهِرَة ظهورًا بيِّنًا لَا خفاءَ فِيهِ كوَضَح الصُّبْح (والأغلاط) جمع غَلَط قد تقدم مَعْنَاهُ (الفاضحة) المنكشفة فِي نَفسهَا، أَو الكاشفة لصَاحِبهَا ومرتكِبها (لِتَدَاوُله) بَين النَّاس، أَي عُلَمَاء الْفَنّ، كَمَا فِي بعض النّسخ هَذِه الزِّيَادَة، وَهُوَ حُصول الشَّيْء فِي يَدِ هَذَا مرَّةً وَفِي يَد الآخر أُخْرَى، وتداولوه: تناولوه وأَجْرَوْه بَينهم، وَهُوَ يدلّ على شُهرته ودورانه. وَفِي نُسْخَة أُخرى " لتنَاوله " وَهُوَ أَخذ الشَّيْء مُنَاوَبةً أَيْضا (واشتهارِه) أَي انتشاره ووضوحه (بخُصُوصه) أَي خاصّته دون غَيره (و) لأجل (اعتمادِ المدرِّسين) كَذَا فِي نُسْخَة الْمَنَاوِيّ والقرافي وميرزا عَليّ الشِّيرَازِيّ، وقاضي كجرات أَي استنادهم ورُكُونهم (على نُقُوله) جمع نَقْل مصدر بِمَعْنى الْمَفْعُول، أَي الْمَنْقُول الَّذِي يَنقله عَن الثِّقات وَالْعرب العَرْباء (ونُصُوصه) هِيَ مَسائله الَّتِي أُوردت فِيهِ. وَفِي نُسْخَة ابْن الشّحْنَة " المتدرسين " بِزِيَادَة التَّاء، وَهُوَ خطأ،

1 / 94