كانا في المصعد الضيق الذي تفوح منه رائحة زيت الخروع، حيث ابتسم الصبي الملون لجيمي ابتسامة عريضة. «ماذا قال الطبيب يا خالة إيميلي؟» «كل شيء يسير كما كان متوقعا قدر الإمكان ... ولكن يجب ألا تقلق حيال ذلك. يجب أن تحظى هذا المساء بوقت ممتع مع أبناء خالتك الصغار ... إنك لا ترى أطفالا في عمرك بما يكفي يا جيمي.»
كانا يسيران في اتجاه النهر مائلين في رياح رملية تدور في الشارع مكتسحة الحديد أسفل سماء داكنة ذات تموجات فضية. «أظنك ستسعد بالعودة إلى المدرسة يا جيمس.» «أجل يا خالة إيميلي.» «إن اليوم المدرسي هو أسعد وقت يقضيه الصبي في حياته. ينبغي أن تحرص على أن تراسل أمك مرة في الأسبوع على الأقل يا جيمي ... أنت كل ما لديها الآن ... سنعلمك أنا والآنسة بيلينجز بأحوالها باستمرار.» «أجل يا خالة إيميلي.» «وأريدك يا جيمس أن تعرف ابني جيمس أكثر. إنه في مثل عمرك، ربما يكون متقدما عنك بعض الشيء فحسب وما إلى ذلك من الأمور، ولا بد أن تكونا صديقين مقربين ... ليت ليلي أرسلتك إلى هوتشكيس أيضا.» «أجل يا خالة إيميلي.»
كانت هناك أعمدة من الرخام الوردي في البهو السفلي للمبنى الذي تسكن فيه الخالة إيميلي، وكان عامل المصعد يرتدي بذلة بلون الشوكولاتة ذات أزرار نحاسية، وكان المصعد نفسه مربعا ومزينا بالمرايا. توقفت الخالة إيميلي أمام باب أحمر واسع من خشب الماهوجني في الطابق السابع وتحسست محفظتها بحثا عن مفتاحها. في نهاية الردهة، كانت هناك نافذة من الزجاج الرصاصي والتي يمكنك من خلالها أن ترى نهر هدسون، والقوارب البخارية، وأشجارا طويلة من الدخان المتصاعد أمام الأشعة الصفراء لغروب الشمس من على بعد ياردات على طول النهر. عندما فتحت الخالة إيميلي الباب، سمعا صوت البيانو. «تلك مايسي تتمرن.» في الغرفة التي كانت تحوي البيانو، كانت السجادة سميكة وعتيقة الطراز، وكان ورق الحائط أصفر اللون وبه ورود ذات لمعة فضية بين المشغولات الخشبية الكريمية اللون والإطارات الذهبية للوحات الزيتية لغابات، وأشخاص في جندول، وكاردينال بدين يحتسي شرابا. أرجعت مايسي ضفيرتيها من فوق كتفيها ونزلت من فوق كرسي البيانو. كان لها وجه كريمي اللون مستدير وأنف أفطس بعض الشيء. واصل بندول الإيقاع دقاته.
قالت بعد أن مالت بفمها للأعلى على فم أمها كي تقبلها: «مرحبا يا جيمس. يؤسفني بشدة أن خالتي ليلي المسكينة مريضة جدا.»
قالت الخالة إيميلي: «ألن تقبل ابنة خالتك يا جيمس؟»
عرج جيمي إلى مايسي ودفع بوجهه تجاه وجهها.
قالت مايسي: «تلك قبلة مضحكة.» «حسنا، يمكنكما أيها الطفلان أن تبقيا معا حتى موعد العشاء.» أسرعت الخالة إيميلي عبر الستائر المخملية الزرقاء إلى الغرفة المجاورة. «لا يمكننا الاستمرار في مناداتك باسم جيمس.» بعد أن أوقفت مايسي بندول الإيقاع، وقفت تحدق بعينين بنيتين جديتين في ابن خالتها. «لا يمكن أن يكون لدينا اثنان اسمهما جيمس، أليس كذلك؟» «أمي تناديني جيمي.» «جيمي اسم شائع بعض الشيء، ولكنني أظن أننا سنستخدمه حتى نتمكن من التفكير في اسم أفضل ... كم جاكا يمكنك التقاطه؟» «ما الجاك؟» «يا إلهي، ألا تعرف أحجار الجاك؟ انتظر حتى يرجع جيمس، سيضحك كثيرا!» «أعرف زهور جاك. كانت أمي تفضله على أي نوع آخر.»
قالت مايسي مرتمية على مقعد موريس: «لا أحب من الزهور سوى زهرة أمريكان بيوتي.» وقف جيمي على إحدى ساقيه راكلا كعبه بأصابع القدم الأخرى. «أين جيمس؟» «سيعود إلى المنزل قريبا ... إنه في درس الفروسية.»
أصبح ضوء الشفق بينهما صمتا قاتلا. أتت من ساحات القطارات صرخة صفارة القاطرات وصلصلة الوصلات من عربات الشحن المحولة. ركض جيمي إلى النافذة.
سأل: «أخبريني يا مايسي، أتحبين المحركات؟» «أظنها بشعة. يقول أبي إننا سنعزل بسبب الضوضاء والدخان.»
Shafi da ba'a sani ba