التفت بود بحدة من النافذة وقد أفزعه صوت صار حاد في أذنه. كان ينظر إلى العينين اللتين في لون شعلة زرقاء لرجل أصفر البشرة صغير البنية كان له وجه كوجه العلجوم بفم كبير، وعينين جاحظتين، وشعر أسود سميك شديد القصر.
مد بود شفته السفلى في إصرار. «اسمي سميث، ما الأمر؟»
مد الرجل الضئيل البنية يده المربعة المتصلب جلد راحتها. «سررت بمعرفتك. أنا ماتي.»
أخذ بود يده مصافحا رغما عنه. فاعتصرت يده حتى جفل. سأل: «ماتي ماذا؟» «ماتي فحسب ... ماتي اللابلاندي ... تعال وتناول شرابا.»
قال بود: «إنني مفلس. ليس معي سنت واحد.»
وضع ماتي كلتا يديه في جيبي بذلته الفضفاضة ذات النقشة المربعة، وضرب بود في صدره بقبضتين من الدولارات، قائلا «الحساب علي. إن معي الكثير من المال، فلتأخذ بعضا منه ...» «أوه، احتفظ بمالك ... ولكني سأتناول شرابا معك.»
عندما وصلا إلى الحانة على ناصية شارع بيرل ستريت، كانت المياه تغمر مرفقي بود وركبتيه، وكان قطر من المطر البارد ينهمر على عنقه. عندما جلسا إلى منضدة الشراب، وضع عليها ماتي اللابلاندي ورقة بخمسة دولارات. «إنني أدفع للجميع؛ لكنني سعيد جدا الليلة.»
كان بود يتناول الغداء المجاني. أوضح عندما عاد إلى منضدة الشراب ليأخذ شرابه، قائلا: «لم أتناول شيئا منذ وقت طويل.» حرق الويسكي حلقه أثناء نزوله فيه، فجفف ملابسه المبتلة وجعله يشعر بالإحساس الذي كان يشعر به عندما كان طفلا وكان يخرج للعبة البيسبول بعد ظهيرة يوم السبت.
صاح صافعا ظهر الرجل الضئيل البنية العريض: «أعطني كفك أيها اللابلاندي. فأنا وأنت أصبحنا أصدقاء من الآن فصاعدا.» «حسنا يا عديم الخبرة بالبحر، سنبحر معا في الغد. ما رأيك؟» «بالتأكيد.» «فلنذهب الآن لشارع باوري ونشاهد النساء. سأدفع الحساب.»
صاح رجل سكران طويل ذو شارب أسود متدل كان يترنح في المنتصف عندما كانا يتمايلان مع البابين المتأرجحين: «لن تأتي امرأة من باوري معك أيها الياباني.»
Shafi da ba'a sani ba