سألته الأم ضاحكة: «أهي حارة جدا؟ يجب أن تتعلم أن تحب الأشياء الحارة ... كان دوما يحب الأشياء الحارة.» «من يا أمي؟» «شخص أحببته كثيرا.»
لاذا بالصمت. كان بإمكانه أن يسمع صوت مضغه. وسمعت بعض أصوات صلصلة سيارات الأجرة والترام التي كانت تتلوى على نحو متكسر عبر النوافذ المغلقة. أخذت أنابيب البخار تطرق وتهسهس. بالأسفل في المنور، كان رجل الفرن المشحم حتى إبطيه يلفظ بكلمات من فمه المتمايل مخاطبا بالأعلى الخادمة ذات القلنسوة المتيبسة، وقد كانت كلمات بذيئة. صلصة الخردل بلون ... «فيم تفكر؟» «لم أكن أفكر في أي شيء.» «يجب ألا نخفي أي أسرار عن بعضنا يا عزيزي. تذكر أنك مصدر الراحة الوحيد لأمك في هذا العالم.» «أتساءل عن شعوري لو كنت فقمة، فقمة ميناء صغيرة.» «أظن أنك ستشعر بالبرد الشديد.» «ولكنك لن تشعري بذلك ... فإناث الفقمات تحميها طبقة من الشحم وبذلك تكون دائما دافئة حتى لو جلست على جبل جليدي. ولكن سيكون من الممتع للغاية العوم في أنحاء البحر حيثما تريدين. إنها تسافر لآلاف الأميال دون توقف.» «ولكني سافرت لآلاف الأميال دون توقف، وكذلك فعلت أنت أيضا.» «متى؟» «عندما ذهبنا خارج البلاد ورجعنا.» كانت تضحك عليه بعينين لامعتين. «أوه، ولكن هذا كان في قارب.» «وعندما اعتدنا الذهاب في جولات بحرية على مركب ماري ستيوارت الشراعية.» «أوه، أخبريني عن ذلك يا أمي.»
سمع طرق على الباب. «ادخل.» مد النادل ذو الشعر الشائك رأسه عبر الباب. «هل يمكنني التنظيف يا سيدتي؟» «نعم، وأحضر لي بعضا من سلطة الفواكه وتأكد من أن الفاكهة طازجة ... فالطعام سيئ هذا المساء.»
كان النادل يكوم الأطباق فوق الصينية لاهثا. قال: «آسف يا سيدتي.» «لا بأس، أعلم أنها ليست غلطتك أيها النادل ... ماذا ستأخذ يا جيمي؟» «هل يمكنني أن آخذ مرينج جلاسيه يا أمي؟» «لا بأس إذا كنت ستحسن التصرف.»
أطلق جيمي صيحة: «مرحى.» «يجب ألا تصرخ هكذا على الطاولة يا عزيزي.» «ولكن لا يعنينا شيء عندما نكون نحن الاثنين وحدنا ... مرحى إنه المرينج جلاسيه.» «إن الرجل المحترم يا جيمس يتصرف بالطريقة نفسها دائما سواء أكان وحده في المنزل أم في براري أفريقيا.» «مرحى، أتمنى لو كنا في براري أفريقيا.» «سيكون ذلك مروعا يا عزيزي.» «سأصرخ هكذا وأفزع جميع الأسود والنمور ... نعم سأفعل ذلك.»
رجع النادل بصحنين على الصينية. «معذرة يا سيدتي ولكن المرينج جلاسيه قد نفد كله ... أحضرت للرجل الصغير آيس كريم بالشوكولاتة بدلا منه.» «أوه يا أمي.» «لا عليك يا عزيزي ... فقد كانت حلوى دسمة على أي حال ... تناول ذلك وسأسمح لك بالخروج بعد العشاء وشراء بعض الحلوى.» «رائع.» «ولكن لا تأكل الآيس كريم على عجل وإلا أصبت بمغص.» «لقد فرغت من طعامي.» «التهمته أيها الشقي الصغير ... ارتد حذاءك المطاطي يا عزيزي.» «ولكنها لا تمطر على الإطلاق.» «افعل ما تريده أمك يا عزيزي ... رجاء ألا تتأخر. أثق أنك سترجع في الحال. أنا لست بحال جيدة بعض الشيء الليلة، وأقلق عندما تكون في الشارع. فهناك مخاطر مروعة ...»
جلس لارتداء حذائه المطاطي. وبينما كان يطبق عليه بإحكام تحت عقبيه، أتت إليه بدولار. وضعت ذراعها بكمها الحريري الطويل حول كتفه. «أوه يا عزيزي.»
كانت تبكي. «يجب ألا تبكي يا أمي.» ضمها ضما شديدا، وكان بإمكانه أن يشعر في ذراعيه بضلوع المشد الذي كانت ترتديه حول خصرها. «سأرجع خلال دقيقة، خلال دقيقة واحدة فقط.»
على الدرج حيث يثبت القضيب النحاسي السجادة القرمزية الباهتة على كل درجة، خلع جيمي حذاءه المطاطي وحشره في جيبي معطف المطر الذي كان يرتديه. عندما لامس رأسه الهواء، أسرع عبر شرك النظرات المتطفلة للفراشين الجالسين على المقعد بجوار المكتب. سأله الفراش الأصغر الأشقر: «أذاهب للتمشية؟» أومأ جيمي بطريقة حكيمة، وتسلل أمام أزرار البواب اللامعة إلى برودواي الذي يملؤه الشغب، وخطى الأقدام، والوجوه التي تغطيها أقنعة الظل عندما ينبثقون من لطخات الضوء الآتية من المتاجر والمصابيح القوسية. مشى سريعا إلى الشمال مارا بفندق آنسونيا. كان يتسكع على عتبة الباب رجل ذو حاجبين أسودين وسيجار في فمه، ربما كان خاطفا. ولكن الأشخاص اللطفاء يقيمون في آنسونيا فهو كالفندق الذي نقيم فيه. ثم مر بمكتب برقيات، ومتاجر أطعمة جافة، ومصبغة، ومغسلة، والتي كانت مغسلة صينية تنبعث منها رائحة بخار غامض ومحترق. أسرع في المشي، فالصينيون خاطفون مروعون. إنهم قطاع طرق. مر به رجل معه صفيحة من فرش الكيروسين، كم من الفرش المليئة بالشحم يلامس كتفه، وتفوح منه رائحة العرق والكيروسين؛ ربما هو أحد المهووسين بإشعال الحرائق. أصابته فكرة المهووس بإشعال الحرائق بالقشعريرة. النيران. النيران.
عند متجر هويلر تنبعث رائحة حلوى تضفي ارتياحا ممزوجة برائحة النيكل والرخام الممسوح جيدا خارج الباب، وتتصاعد بدفء رائحة طهو الشوكولاتة من الشبكات أسفل النوافذ. وجوه سوداء وبرتقالية من ورق الكريب للهالوين. كاد يدخل ولكنه تذكر متجر ميرور على بعد مربعين سكنيين، حيث المحركات البخارية والسيارات الفضية التي يعطونها الأطفال مع الفكة. سأسرع، على حذاء الدحرجة يستغرق الأمر وقتا أقل؛ حيث يمكن الهروب من قطاع الطرق، والسفاحين، ورجال السطو المسلح، على حذاء الدحرجة يمكن إطلاق النار من فوق الكتف بسلاح آلي طويل، بينج ... يسقط واحد منهم! إنه أسوءهم، بينج ... هناك آخر؛ حذاء الدحرجة هو حذاء دحرجة سحري، مرحى ... يمكنه صعود الجدران القرميدية للمنازل، فوق الأسقف، والمداخن المقنطرة، وأعلى مبنى فلاتيرون، والانطلاق عبر كابلات جسر بروكلين.
Shafi da ba'a sani ba