عندما كانا على وشك أن يتفارقا في الشارع، قال السيد إيميري فجأة: «أتود تناول العشاء معي ومع زوجتي في وقت ما؟» «بالطبع ... سأكون مسرورا.» «أود معرفة شيء من الرفاق الأصغر سنا في المهنة التي تفهم فيها ... حسنا، سأعلمك ... في مساء أحد أيام الأسبوع القادم. ستكون فرصة لنتبادل أطراف الحديث.»
صافح بالدوين يده ذات العروق الزرقاء وأسورة كم منشاة لامعة، ورحل في شارع مايدن لين مسرعا بخطى رشيقة عبر حشد الظهيرة. في شارع بيرل ستريت، صعد درجا أسود مرتفعا تفوح منه رائحة القهوة المحمصة، وقرع بابا ذا زجاج مصنفر.
صاح صوت جهوري: «ادخل.» تقدم لمقابلته رجل أسمر يبدو نحيفا في قميصه الذي لا يرتدي أي شيء فوقه. «مرحبا يا جورج، ظننتك لن تأتي أبدا. إنني أتضور جوعا.» «سأرتب لك يا فيل أفضل غداء تأكله في حياتك.» «حسنا، أنتظر ذلك.»
ارتدى فيل ساندبورن معطفه، وأفرغ الرماد من غليونه على ركن طاولة الرسم، وصاح في مكتب داخلي مظلم: «سأذهب لتناول الطعام يا سيد سبيكير.»
رد صوت كالماعز مرتجف من المكتب الداخلي: «حسنا، اذهب.»
سأل بالدوين وهما يخرجان من الباب: «كيف حال الرجل الهرم؟» «سبيكير الهرم؟ متوعك في آخر رمقه ... ولكنه على ذلك الحال لسنوات، تلك الروح المسكينة العجوز. صدقا يا جورج سأشعر بهوان عظيم إذا حدث أي شيء للهرم المسكين سبيكير ... إنه الرجل الأمين الوحيد في مدينة نيويورك، وهو رجل ذو رأس حكيم أيضا.»
قال بالدوين: «إنه لم يفعل به شيئا كبيرا قط.» «ربما سيفعل ... ربما سيفعل ... يجب أن ترى خططه للمباني الفولاذية بالكامل. لديه فكرة لبناء ناطحات سحاب المستقبل بالفولاذ والزجاج. وقد كنا نجرب مؤخرا البلاط الزجاجي ... يا إلهي، ستبهرك بعض خططه ... إن له مقولة عظيمة عن أحد الأباطرة الرومان الذي قدم إلى روما وقد كانت مبنية من الحجارة وتركها وقد بنيت من الرخام. ويقول إنه وجد نيويورك مبنية من الحجارة، وإنه سيتركها وقد بنيت من الفولاذ ... الفولاذ والزجاج. لا بد أن أريك مشروعه لإعادة بناء المدينة. إنه كالحلم.»
جلسا على مقعد موسد في ركن المطعم الذي كانت تفوح فيه رائحة شرائح اللحم والشواء. مدد ساندبورن ساقيه أسفل الطاولة.
قال: «يا للروعة، هذه رفاهية.»
قال بالدوين من خلف قائمة الطعام: «دعنا نشرب كوكتيلا يا فيل. اسمع مني يا فيل، إن السنوات الخمس الأوائل هي الأصعب.» «لا حاجة للقلق يا جورج؛ فأنت من النوع المنافس ... أما أنا فهرم بليد.» «لا أعلم لماذا، يمكنك دائما الحصول على وظيفة كمصمم.» «أعتقد أن ذلك مستقبل جيد، أن أقضي حياتي في ركن طاولة الرسم وبطني مندس بها ... عجبا يا رجل!» «حسنا، قد تصبح شركة سبيكير وساندبورن مشهورة يوما ما.» «سيتنقل الناس بآلات طائرة في ذلك الوقت وسنكون أنا وأنت مستلقين في قبورنا.» «فلنشرب نخب الحظ على أي حال.» «نخب صحتك يا جورج.»
Shafi da ba'a sani ba