أمسك بالدوين معصمها بقوة. «لقد كنت تتلاعبين بي طويلا، هل تسمعينني؟ يوما ما سيأخذ رجل مسدسا ويطلق النار عليك. تعتقدين أنه بإمكانك التلاعب بي كما تتلاعبين بكل الحمقى البكائين الآخرين ... لست سوى عاهرة.» «لقد قلت لك يا هيرف أن تذهب وتحضر لي سيارة أجرة.»
عض جيمي شفته وخرج من الباب الأمامي. «ماذا ستفعلين يا إلين؟» «لن يرهبني يا جورج.»
ومض شيء من النيكل في يد بالدوين. تقدم جاس ماك نيل وقبض على معصمه بيد حمراء كبيرة. «أعطني ذلك يا جورج ... أرجوك اجمع شتات نفسك يا رجل.» دس المسدس في جيبه. ترنح بالدوين إلى الحائط أمامه. كان إصبع الزناد في يده اليمنى ينزف.
قال هيرف وهو ينظر من وجه لآخر من الوجوه البيضاء المضطربة: «ها هي سيارة أجرة.»
كان ماك نيل يصرخ بصوت من يتحدث من فوق منصة صغيرة مصنوعة من صندوق للصابون: «حسنا، خذ الفتاة إلى المنزل ... ليس بها شيء، نوبة عصبية فحسب، أترى؟ لا داعي للقلق.» كان رئيس الندل وفتاة المعاطف يتبادلان النظرات بقلق. خفض ماك نيل صوته حتى أصبح كخرخرة مطمئنة: «لم يحدث شيء ... الرجل متوتر قليلا ... إرهاق كما تفهمون.» «لقد نسيت فحسب.»
عندما كانوا يستقلون سيارة الأجرة، قالت إلين فجأة بصوت طفل صغير: «لقد نسيت أننا كنا ذاهبين لرؤية الكوخ الذي وقعت فيه جريمة القتل ... لنجعله ينتظر. أرغب في التنزه في الهواء الطلق لدقيقة.» كانت هناك رائحة مستنقعات ملحية وكانت الليلة رخامية بالغيوم وضوء القمر. وبدا صوت الضفادع في خنادق المياه وكأنها أجراس زلاجات جليدية.
سألت: «هل هو بعيد؟» «لا، إنه عند الناصية مباشرة.»
طقطقت أقدامهما على الحصى ثم طحنت برفق في حارة الطريق المجروشة. أعماهما مصباح أمامي، فتوقفا من أجل السماح للسيارة بالمرور؛ ملئ أنفاهما بالعادم، الذي تلاشى في رائحة المستنقعات الملحية مرة أخرى.
كان منزلا رماديا شاحبا ذا شرفة صغيرة تطل على الطريق وتغطيها شبكة مكسورة. ظللته شجرة سنط كبيرة من الخلف. وكان ثمة رجل شرطة يمشي جيئة وذهابا أمامه وهو يصفر لنفسه برفق. ظهرت لدقيقة كسرات بلون كلون العفن من ضوء القمر من خلف الغيوم، لتشكل ما يشبه ورق القصدير من بعض الزجاج المكسور في إحدى النوافذ المفتوحة، وتنتقي أوراق السنط المستديرة الصغيرة، وتتدحرج كعملة دايم في صدع بالغيوم.
لم يقل أي منهما شيئا. رجعا إلى النزل على الطريق. «اصدقني القول يا هيرف، ألم تر ستان؟» «لا، ليس لدي فكرة أين عساه أن يكون مختبئا.» «إذا رأيته فأخبره أنني أريده أن يتصل بي على الفور ... هيرف، ماذا كان اسم أولئك النساء اللواتي اتبعن الجيوش في الثورة الفرنسية؟» «دعيني أتذكر. هل كان كانتونيريه؟» «شيء من هذا القبيل ... أود أن أفعل ذلك.»
Shafi da ba'a sani ba