تحصين المجتمع المسلم ضد الغزو الفكري
تحصين المجتمع المسلم ضد الغزو الفكري
Mai Buga Littafi
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Lambar Fassara
السنة (٣٥) العدد (١٢١) ١٤٢٤هـ
Nau'ikan
ولا يخفى أن أول واجب على الخلق، وأول ما يُدعون إليه، التوحيد الخالص الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، والشهادة لرسوله ﷺ بالرسالة، وقد بين هذا النبي ﷺ لمعاذ بن جبل ﵁ حين بعثه إلى اليمن، فعن ابن عباس ﵄ قال "قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذا جئتهم، فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله تعالى قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله تعالى قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ..." الحديث١.
وإن كل دارس لأحوال المسلمين يرى العجب إذ يرى فيهم اختلافًا كثيرًا، يختلفون فيما يعتقدون نحو ربهم وخالقهم، ويختلفون في عبادته في أسمائه وصفاته، ويختلفون في سلوكهم وسيرهم إلى الله، ويختلفون في القرآن الذي نزل لهدايتهم، رحمة ونورًا، بل إنهم يختلفون في تصور دينهم وإسلامهم أحيانًا.
فما أشد حاجة الناس إلى تصحيح عقائدهم من كل شائبة وبدعة، ليرجع المسلمون إلى دينهم، وليقيموا حياة إسلامية، فيها السعادة والهناء، حياة تقوم على التوحيد الخالص، والعبادة لله وحده، وعلى العدالة والحق، والإخوة في الله والمحبة فيه، حياة تكون على علم ومعرفة، تسودها المحبة والتعاون والتآزر بين الأمة الإسلامية، فينعم فيها الإنسان بالأنس بربه ومولاه وولي نعمه، ويسعد في الدنيا
_________
١ صحيح البخاري مع الفتح، (٣/٣٥٧) كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء، وترد في الفقراء حيث كانوا، رقم (١٤٩٦)، ومسلم (١/٥٠)، كتاب الإيمان باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، رقم (١٩) .
1 / 369