ويشبه أن يكون في قوله ﵇: «أصيحابي» بالتصغير إشارة إلى تقليل الصحبة، إذ هذا الصنف هو الذي وجد فيهم الارتداد بعد النبي ﵇، ولم يرتد أحد من صميم الصحابة، فضلا عن المهاجرين والأنصار الذين نزل القرآن بتقريظهم والثناء عليهم.
ثم نقول: إن الحميدي لم يقصد في كلامه شهداء أحد ولا غيرهم ممن استشهد على عهد النبي ﵇، (وإنما قصد) (١) الشهداء على الإطلاق إلى قيام الساعة.
وبعيد أن يفضل من كان اليوم من الشهداء على أصحاب النبي ﵇ الذين ماتوا على فرشهم، مثل سعد بن أبي وقاص، (وسعيد) (٢) بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي ذر، وأبي الدرداء، وابن عباس، (وابن عمر) (٣) وغيرهم من الصحابة لقول النبي ﵇: «خير الناس قرني» (٤)،
وغير ذلك من (الثناء) (٥) الوارد في حقهم خصوصا وعموما.
_________
(١) كذا في (ب)، وفي (أ): فإن فضل.
(٢) ما بين القوسين ثابت في (ب) وسقط من (أ).
(٣) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(٤) رواه البخاري (٢٥٠٩ - ٦٠٦٥ - ٦٢٨٢) ومسلم (٢٥٣٣) عن ابن مسعود.
ورواه البخاري (٢٥٠٨ - ٣٤٥٠ - ٦٠٦٤) ومسلم (٢٥٣٥) عن عمران بن حصين.
ورواه مسلم (٢٥٣٤) عن أبي هريرة.
(٥) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
1 / 67