وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس قوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] يريد الذين سبقوا إلى توحيد الله والإيمان به وبرسوله (ق.٥.أ) كما قال في سورة براءة: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ﴾ [التوبة: ١٠٠] أولئك هم المقربون يريد مثل النبيين والمرسلين، انتهى ما ذكره فيه.
وقال الزجاج: هم السابقون إلى طاعة الله والتصديق بأنبيائه (١).
وقال ابن سلام في تفسيره: هم السابقون من أصحاب الميمنة، وأصحاب الميمنة هم جميع أهل الجنة، وهم أصحاب اليمين، فأهل الجنة صنفان: السابقون، وأصحاب اليمين الذين ليسوا من السابقين، وهم الذين يحاسبون حسابا يسيرا. (٢)
وكل ما تقدم نقلنا جملته من تفسير ابن سلام، وتفسير ابن عباس، ومعاني القرآن للفراء، والزجاج، والنحاس، ومن الهداية لمكي (٣)، والتحصيل للمهدوي (٤)، وعند بعضهم في ذلك ما ليس عند الآخرين. (٥)
_________
(١) معاني القرآن وإعرابه (٥/ ٨٦).
(٢) قال ابن كثير (٤/ ٢٨٤): وهذه الأقوال كلها صحيحة، فإن المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا. . .
(٣) لازال مخطوطا، ومنه عدة نسخ خطية في الخزانة العامة والملكية بالرباط.
(٤) منه الجزء الثاني في الخزانة العامة بالرباط، رقم ٨٩، لكن لم يتيسر لي الرجوع إليها. والجزء الأول منه في القرويين، رقم: ٤٢.
(٥) وفي تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي (٤/ ٢٨٠) أقوال أخرى زائدة على ما هنا.
1 / 38