218

Tahririn Maqala

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

Editsa

مصطفى باحو

Mai Buga Littafi

دار الإمام مالك

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Inda aka buga

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

Nau'ikan

Fikihu
الوجه الثاني من الجواب: (ق.٤٢.ب)
إن عرض الشفاعة على الأنبياء تشريف لنبينا ﵇، إذ لو قُذف في قلوب البشر يومئذ أن الرسول محمدا ﵇ هو صاحب ذلك المقام ووصلوا إليه فشفع لهم، لم يقع ذلك من نفوسهم الموقع الذي يقع منهم إذا تدافعها الأنبياء وأحال بعضهم بها (١) على بعض، حتى ينتهي الحال فيها آخرا إلى محمد ﵇.
والأنبياء صلوات الله عليهم لا يخلو حالهم في إحالة بعضهم على بعض من أن يكون عندهم علم بالشفاعة أو لا يكون:
فإن كان عندهم علم بها في الدنيا فيُنزل حالهم على أن يكون لهم ذهول هنالك كما يكون لغيرهم.
وإن لم يكن لهم علم بذلك فيكون كل واحد منهم يحيل على من كان بعده من أولي العزم من الرسل معتقدا أن له فضيلة عند الله تعالى من غير خطيئة، إذ يعتقد في نفسه قصوره عنها لأجل الخطيئة التي كانت له في الدنيا وبراءة ساحة الرسول الذي يحيل عليه بها عنده.
ويحصل بمجموع ذلك ما ذخره الله تعالى لنبيه محمد ﷺ في الشفاعة بعد تدافع الأنبياء لها على معرفة من بني آدم كلهم مؤمنهم وكافرهم، شقيهم وسعيدهم، صغيرهم وكبيرهم، ولله على ذلك الحمد والمنة.

(١) في (ب): فيها.

1 / 218