Tahrir Majalla
تحرير المجلة
Mai Buga Littafi
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية, تهران, 2011
Nau'ikan
14 الإسلامية، فلا بد من أن تجري بين الفقهاء روح البحث العلمي التي تفرض الموضوعية و التجرد عن الهوى في تصويب الرأي الراجح، و هو ما يعبر عنه:
برجوع الفقيه عن رأيه حال وجدان ما هو أفضل منه.
و هو ما درج عليه السلف الصالح من أعلام الإسلام، حيث نشأ من خلال هذا الواقع المبارك ما يسمى: بعلم الخلاف الذي نحن بأمس الحاجة إلى إثارته مجددا على أسس قويمة سليمة تسمو به إلى غاياته المثلى في إحياء آثار السابقين و نشدان الصف الإسلامي إلى وحدة التشريع التي تبلغ نتائجها في وحدة الأمة الإسلامية؛ لكي تواجه خصومها بروح الاتحاد.
و تحقيق هذه الغاية لا يتم إلا بإعداد و دراسة المناهج المقارنة الحديثة؛ للكشف عن مزايا الشريعة الإسلامية بمقارنتها مع القوانين الوضعية الكبرى، و استخلاص قانون تشريعي مشترك منها بصياغة فنية معاصرة تعتمد تراثنا الفقهي أساسا و تستمد من الواقع المعاصر مفردات الخطاب الجديد.
و حينما تتحقق هذه الغاية نكون قد تعرفنا على رسالة الإسلام التشريعية بما حملته من مرونة في التطبيق و صفاء في الفكر القانوني و استقلالية في المعالجة الناجعة لأدواء المجتمع الإنساني.
و لا بد هنا من التعرف على مفهوم الفقه المقارن الذي يراد به:
إما جمع الآراء المختلفة في المسائل الفقهية على صعيد واحد دون إجراء موازنة بينها.
أو يراد به: جمع الآراء المختلفة و تقييمها و الموازنة بينها بالتماس أدلتها و ترجيح بعضها على بعض.
15 و هو-بهذا المعنى-أقرب إلى ما يسمى: بعلم الخلاف 1 .
Shafi da ba'a sani ba