Tahririn Afkar
تحرير الأفكار
Nau'ikan
معنى الحديث: (خير القرون قرني...)
وأما الحديث الذي روي عن عمران بن حصين: « خير القرون قرني ثم الذين يلونهم... »(1)[52])، فهو إن صح، كلام على جملة القرن لا في كل فرد. فمعناه شيوع الصلاح بين الثلاثة القرون بالنسبة إلى غيرها من القرون، وليس فيه دلالة على صلاح كل فرد من أفراد الثلاثة القرون. إنما يفيد أن الصالحين في الثلاثة القرون أكثر من الصالحين في غيرها، فكانت كثرة الصالحين فيها فضيلة تنسب إلى جملة القرن عند المقارنة بينه وبين سائر القرون. مع أن الخيرية لا تتعين في الصلاح والدين، فقد يمكن أن يفضل القرن بمآثره التي تنسب إليه من المصالح الدينية والدنيوية، وإن كان الكثير من أهل تلك المآثر غير صالح في دينه صلاحا كاملا، بحيث أنه لا يعتبر عدلا، وهو مع ذلك قد أيد الله به الدين كما في الحديث: « إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر »(2)[53]) أخرجه البخاري، فكانت القرون الأولى على هذا خير القرون، لتثبيتها قواعد الإسلام بالجهاد لا لصلاح كل فرد في دينه وكمال عدالته، وهذا على فرض صحة الحديث: « خير القرون » والله أعلم.
سلسلة الاتهامات قبول أو رد رواية الصحابي بمجرد الهوى
قال مقبل: « على أنهم يقدحون في الصحابة إذا رووا ما يخالف أهواءهم، وأما إذا كان موافقا لأهوائهم فإنهم يأخذون بروايتهم وآرائهم، والدليل على هذا أن أول حديث في الشفاء للأمير الحسين(رضي الله عنه)من حديث لمغيرة بن شعبة، وهو عندهم مجروح العدالة ».
Shafi 62