273

والجواب: إن رواية الحديث الأصلية المحفوظة هي: كانوا يستفتحون القراءة أو الصلاة ب ] الحمد لله رب العالمين [. كما قدمنا، فهي أحق أن ترد إليها الروايات الشاذة عنها، وتحمل الشاذة على أنها من تصرف الرواة على ما فسروا به حديث الاستفتاح ب ] الحمد لله رب العالمين [. فهو يجمعهم اعتقاد أن أنسا لم يسمع ] بسم الله الرحمن الرحيم [ فمن اعتقد أنها أسرت رواه بلفظ: لم يكونوا يجهرون، أو لم يسمع أنس، ومن اعتقد أنها تركت رواه بلفظ: لم يكونوا يذكرون ونحو ذلك.

فأما الجمع الذي ذكره مقبل فلا دليل عليه لأن رواية « لم يكونوا يجهرون » لم تصح لمعارضتها رواية الاستفتاح ولما في أسانيدها من المقال كما مر، فكيف تجعل هي العمدة ؟ وعلى هذا فلا موجب لتقليد ابن عبد البر.

قال مقبل: ( 3 ): وأما تدليس التسوية من الوليد فإن قتادة قد صرح في رواية الوليد أنه سمع أنسا.

والجواب: إن هذا غير صحيح، وإنما روى ابن المثنى عن أبي داود الطيالسي في حديث مسلم، عن شعبة بلفظ: فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ] بسم الله الرحمن الرحيم [ لأنه قال بعد هذا الحديث: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة في هذا الإسناد، وزاد: قال شعبة: فقلت لقتادة: أسمعته من أنس ؟ قال: نعم نحن سألناه. فهذه في حديث شعبة بلفظ نفي السماع من أنس للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وهي غير رواية الوليد بنفي ذكر ] بسم الله الرحمن الرحيم [ لأنا قد قدمنا أن نفي السماع من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)محتمل ومع أنه لا إشكال أن نفي السماع غير نفي الذكر فكيف يدعي مقبل أن قتادة قد صرح بالسماع ؟ وهل هذا إلا تدليس ؟

قال مقبل: ثم إنه قد تابع الوليد أبو المغيرة كما عند أحمد برقم ( 13 ) وقد مرت هذه في النوع السادس.

Shafi 279