Tahririn Afkar
تحرير الأفكار
Nau'ikan
وإنما قلت: إن قوله: « ما سألني عنه أحد قبلك » قرينه لتقدم السؤال قبل الخوض والخلاف في المسألة، هذا لأنه مظنة أن يسأل عنها عند الخلاف بين شيعة علي وشيعة معاوية، وتتكرر الأسئلة وتكثر على أنس لاستمرار الخلاف واشتهاره بحيث لا ينسى أنس أنه سئل فيقول: ما سألني عنه أحد قبلك.
فالحاصل أن تقدم السؤال هذا أظهر، وأن أنسا مظنة أنه شكك عليه حتى آل أمره إلى ظن أنه لم يكن يسمعها من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لأنه لم يذكر ذلك، ومع أنه يحتمل أنه كان في وقت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعيدا عنه لحداثة سنه، واشتغال المكان القريب بكبار الصحابة، ومع بعده وغفلة الصغر لا تتضح له قراءة البسملة ولا ينتبه للتأمل هل يقرأها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فكأنه لم يسمعها، وكان في كثير من الحالات لا يسمعها حقيقة كحالة مصادفتها للجة التكبير مع كثرة المصلين، وعلى هذا فنفيه لسماعها مبني على اعتقاده أنه لم يكن يسمعها، وذلك لا يدل على أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يكن يجهر بها لأنه يمكن أنه كان يجهر بها وإن ظن أنس أنه لم يكن يسمعها.
ويمكن أن قراءة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كان الجهر في أولها يكون خفيفا، ثم يرتفع على التدريج حتى يكون الجهر في آخر السورة أقوى من أولها.
فإن قيل: هذا تأويل، والتأويل إنما يصار إليه عند وجود دليل يقتضيه.
قلنا: ليس تأويلا، لأنا أبقينا النفي على ظاهره، وإنما جوزنا عليه الخطأ في النفي، لأن النفي يكون فيه الغلط بالبناء على الأصل واعتقاد أن الشيء لم يكن، وذلك لخلو الذهن عنه والغفلة عن تجويز أنه وقع ولم يعلم النافي، كما مر في نفي الدخول ببروع بنت واشق.
Shafi 257