127

وقد ظهر أن كتاب الشهرستاني مملوء من الكذب على المخالفين للمؤلف، وكذلك « الفصل » لابن حزم. والمهم أن نبين أن تنزيه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقين ليس كفرا، كيف وقد قال الله تعالى: ] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [(1)[78]) ؟ ومقتضى ذلك أن لا يوصف الباري سبحانه بما هو من توابع الحدوث، وما يدل على أن الموصوف به مخلوق، وذلك كالصورة والأعضاء. وليس المراد أنه لا يوصف بأنه حي عالم، وما أظن هذا يقوله من يدعي الإسلام، وهو يسمع الله تعالى يقول ذلك في كتابه، مع أن إحكامه لما خلق دليل على أنه بكل شيء عليم، بل قد صرح الشهرستاني بأن جهما أثبت لله علما وإنما حكى أنه جعله حادثا. فكيف يقول: لا يقال له عالم وهو يثبت له العلم ؟ هذا بعيد. وكم في حكايات الشهرستاني من خبط، فأبو بكر حيث يجعل تنزيه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقين هو مذهب الجهمية خاصة، ومن قاله فهو جهمي، فهو دليل على جهل أبي بكر بعقائد أهل البيت وأشياعهم والمعتزلة، فهم مجمعون وجمهور الأمة على تنزيه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقين. وقد قال الشهرستاني في حكايته عن المعتزلة ( ج 1 ص 55 ) ونفوا الصفات القديمة فقالوا: هو عالم بذاته قادر بذاته حي بذاته، لا بعلم وقدرة وحياة هي صفات قديمة ومعان قائمة به. ثم قال: واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار، ونفي التشبيه عنه من كل وجه، جهة ومكانا، وصورة وجسما، وتحيزا وانتقالا، وزوالا وتأثرا، وأوجبوا تأويل الآيات فيه، وسموا هذا النمط توحيد، انتهى المراد.

Shafi 130