وتمام هذا: أن تعلم أن الأمور المشروعة -واجبها ومستحبها- يزيد العبد إيمانا وقوة في عقله وقلبه وعلمه ودينه وخلقه، وبالعكس به الأمور المحرمة، كما يروى عن ابن عباس أنه قال: إن للحسنة لضياء في الوجه، ونورا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق (¬1). وهؤلاء /190ب/ المعزمون معاقبون بهذه الأمور؛ من ظلمة القلوب، وسواد الوجوه، ووهن الأبدان، ونقص الأرزاق، والبغضة في قلوب الخلق، حتى إن الذين يقضون حوائجهم من إبراء مصروعهم وإخبارهم بالشخص الغائب والمال المسروق تجدهم مع هذا يمقتونهم ويبغضونهم، كما يبغض الناس من يعيبهم شهادة الزور والدلالة على الفاحشة أو نحو ذلك. فإن الله جعل العز في طاعته وطاعة رسوله، وجعل الذل في معصيته ومعصية رسوله، كما في دعاء القنوت: «إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت» (¬1).
قال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون • الذين آمنوا وكانوا يتقون • لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم • ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم} [يونس: 62 - 65]. والله أعلم.
Shafi 38