Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Nau'ikan
قال أبقراط: «وإذا كان للحمى» وهي حرارة غريبة * تنبعث (79) من أوعية الروح إلى جميع البدن وتضر بالأفعال PageVW0P013A وهذه منها ما يكون له «أدوار» والمراد بالدور هنا مجموع زمان الأخذ والراحة «فامنع من الغذاء أيضا» * تنبيه: يؤخذ من هذا أنه يجوز أن يحمل المنع من الغذاء في الفصل المتقدم على منع الغذاء أصلا في وقت الانتهاء وحينئذ يرجع الضمير في قوله «فإن الزيادة فيه» إلى المرض انتهى. وأما الحمى التي ليس لها أدوار فلا يمنع من الغذاء (80) «في * أوقات (81) PageVW1P014B نوائبها». النوبة عبارة عن الزمان الذي بين الأخذ والترك. وأول النوبة أولى بالمنع من الآخر. وعلة المنع ازدياد الحمى بحرارة الطبخ وإطالة النوبة باشتغال الطبيعة * عن (82) الإنضاج بالغذاء. تنبيه: الحمى المركبة * المعاقبة (83) للنوب لا يمنع الغذاء فيها وقت النوبة لكن الأولى أن يستعمل في وقت الأخف منها فإن تساوت ففي أبرد أوقات النهار هذا كله إذا لم يعرض ما يوجب الغذاء كضعف القوة فإن عرض وجب الغذاء ولو في البحران فحاصل هذا الفصل تقدير الغذاء بحسب الأوقات الجزئية وقد تقدم قبله ذكر قانونين لذلك الأول معرفة قوة المريض والأطباء متفقون على أنها تحصل بالحدس الصناعي والثاني معرفة مرتبة المرض وأكثر الأطباء على المنع من * معرفته ومن (84) معرفة الأوقات الجزئية قبل وجودها والإمام يرى بخلافه.
11
[aphorism]
قال أبقراط: «إنه يدل على نوائب المرض» الجزئية * أعني القانون الثالث (85) «وعلى نظامه» فسره جالينوس PageVW0P013B بكون المرض حارا جدا أو مطلقا أو قليل الحدة أو مزمنا وفسره القرشي PageVW1P015A بكون أدوار المرض وبحارينه في الأوقات التي يقتضيها طبع ذلك المرض في العادة. ثم قال وإنما لم يذكر أبقراط التقدير في الغذاء بحسبه فيما تقدم لظهور معرفته لمن عرف تقدير الغذاء بحسب القوة المذكورة فإن القوة إذا كانت قوية على المرض وأثرها ظاهر فيه كان ذلك المرض منتظما * بهذا (86) . وعلى التفسير الأول يكون قوله «ومرتبته» عطف تفسير * وهو القانون الثاني (87) . والأمور التي تدل على ذلك أربعة * أمور (88) الأول «الأمراض أنفسها». أما * دلالتها (89) على النوائب فلأن المرض إذا كان حمى صفراوية دل على أنها تنوب يوما ويوما لا. وأما على مرتبة المرض فإنه إذا كان المرض الصفراوي خالصا دل على أن مدته قصيرة. وأما على نظامه بالمعنى الذي قاله القرشي فهو أن المرض إذا كان حادثا عن مادة واحدة كانت نوائبه على نمط واحد «و» الأمر الثاني * من الأمور الدالة (90) «أوقات السنة» أعني الفصول الأربعة وفي حكمها السن والبلد والعادة مثلا إذا كان الوقت الذي حدث فيه المرض صيفا لازما لمزاجه PageVW1P015B الطبيعي دل على أنه يكون في الأكثر PageVW0P014A غبا وعلى أن مدته قصيرة وقس على ذلك «و» الأمر الثالث * من الأمور الدالة (91) «تزيد الأدوار بعضها على بعض» ومراده بالدور هنا النوبة. وتزيد النوبة يعرف من ثلاثة * أقسام (92) تقدم وقتها وطولها وشدتها وهذه الثلاثة إنما تعرف بالقياس إلى نوبة أخرى تقدمت في وقت معلوم فمتى * تقدم (93) وقت النوبة الثانية عن الأولى ولبثت زمانا أطول وكانت في ذاتها أشد فهي متزايدة نائبة كانت في كل يوم كما في الحمى النائبة «أو يوم تنوب ويوم لا» كما في حمى الغب «أو» تنوب «في أكثر من ذلك الزمان» كحمى الربع والخمس والسدس * وغير ذلك (94) ، فإن كانت النوبة متزايدة دلت على قصر المرض، وإن لم تكن متزايدة فإنها تدل على طول المرض. وأمأ دلالة التزيد على النوائب فمحال لتقدم العلم بها قبل العلم به. فلو توقفت عليه لزم الدور «و» الأمر الرابع * وهو تمام الأمور الأربعة الدالة (95) «الأشياء التي تظهر بعد» كعلامات النضج وذلك لأن حدوثها في أول المرض محال لأن النضج يتبع استيلاء الطبيعة على المادة * ولو (96) كانت الطبيعة مستولية في أول المرض لم يحدث وهذه الأشياء منها PageVW1P016A ما يدل على نضج مادة PageVW0P014B خاصة بعضو «مثال ذلك ما يظهر في أصحاب ذات الجنب» من النفث * وهو (97) ورم حار يكون إما في الحجاب الحاجز أو الغشاء المستبطن للصدر وهما خالصان، وإما في الغشاء المجلل للأضلاع والعضل الخارجين وهما غير خالصين «فإنه إن ظهر النفث فيهم بديا» وقد تقدم الكلام عليه عند قوله وإذا كان المرض حادا جدا فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بديا « * منه أول المرض كان المرض قصيرا وإن تأخر ظهوره كان المرض طويلا (98) ». مهمة: إن ظهر النفث في اليوم الأول من المرض توقع النضج في الرابع والبحران في السابع وإن ابتدأ في الثالث أو الرابع ولم ينضج في الرابع نضج في السابع والبحران في الحادي عشر أو الرابع عشر بحسب قوة النفث والنضج، وإن تأخر عن ذلك فربما تأخر البحران في السابع عشر بل إلى العشرين والرابع والعشرين وقد يتأخر إلى الرابع والثلاثين إذا تأخر النفث عن السابع، وإنما اقتصر أبقراط فيه على الدلالة على مرتبة المرض لأن دلالته عليها دائمة ظاهرة «و» من الأشياء الدالة «البول والبراز والعرق» إذا ظهرت فيها علامات النضج «بعد» PageVW1P016B فإنها تدل على مرتبة المرض PageVW0P015A لكن هذه الدلالة غير دائمة ولذا قال «فقد تدلنا على جودة بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره». قال القرشي وذكره لجودة البحران ورداءته دخيل لأنه ليس من الأمور المستدل عليها هنا. ثم قال أيضا إن هذه الأمور لا تدل على النوبة. هذا وما يذكر الآن يشتمل على ما يختلف به تقدير الغذاء في الأصحاء والمرضى فيكون مناسبا لما تقدم لاختلاف الغذاء بسببه.
12
[aphorism]
قال أبقراط: « * المشايخ أحمل الناس للصوم (99) » لقلة ما يتحلل من أبدانهم ولعدم النمو فيهم. قال القرشي الصوم مصدر معناه الإمساك عن الأكل مدة مديدة * وهذا (100) مخالف لما في الصحاح، قال فيه الصوم الإمساك عن الطعم ويطلق، ويراد به الاكتفاء بالغذاء اليسير فعلى الإطلاق الثاني يصح قوله والمشايخ أحمل الناس للصوم. وأما الأول فلا يصح إلا أن يراد بالمشايخ الذين في أول سن الشيخوخة فإن المتناهين في الشيخوخة لا يحتملون تأخير الغذاء البتة. فائدة: اعلم أن * الأسنان (101) أربعة وذلك لأن البدن إما أن يكون متزايدا وهو سن النمو أو متناقصا مع ظهور ضعف القوة وهو سن * الشيخوخة أو مع عدم ظهور ضعف القوة وهو سن (102) الكهولة أو لا يكون زائدا أو لا ناقصا وهو PageVW1P017A سن الشباب PageVW0P015B وسن النمو ينقسم إلى خمسة أسنان وذلك لأن الأعضاء فيه إذا لم تكن مستعدة للحركة فهو سن الطفولية، وإن استعدت ولم يكمل نبات الأسنان بعد سقوطها فهو سن الصبى، وإن كمل ذلك ولم يبلغ الحلم فهو سن الترعرع، وإن بلغ ذلك ولم يتبقل الوجه فهو سن الرهاق، وإن بقل فهو سن الحداثة. فظهر من هذا * معنى (103) سن المشايخ ومن بعدهم في الاحتمال الكهول لإشتراكهم في العلة لكنها هنا أخف «والفتيان» وهم الذين سنهم من حين تبقل الوجه إلى آخر سن النمو «أقل احتمالا» * من الكهولة (104) «له» أي للصوم لأن التحلل من أبدانهم والنمو فيها ليسا في الغاية «وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان» وهو الذين سنهم دون سن الفتيان لكثرة التحليل في أبدانهم وزيادة النمو. فائدة: الصبى يطلق ويراد به من هو في سن النمو ويطلق ويراد به من تعدى الطفولية ويطلق ويراد به من * بلغ (105) إلى سن الترعرع ويطلق ويراد به غير البالغ «وما كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقل احتمالا له» لأن قوة الشهوة تدل على قوة الهضم الدال PageVW1P017B على توفر الحار الغريزي. قال القرشي موافقا لجالينوس ولو زيد في آخر هذا الفصل PageVW0P016A لفظة «لأن» ووصل به الفصل الذي بعده بحيث يصير فصلا واحدا لكان حسنا لأن الثاني كالتتمة له.
13
[aphorism]
قال أبقراط: «ما كان من الأبدان في النشوء» أي سن النمو «فإن الحار الغريزي» أطلق الحار وأراد به الجوهر القائم به الحرارة وهي الرطوبة الغريزية وذلك لأن الحار الغريزي يطلق * ويراد به نفس الكيفية أعني الحرارة الغريزية ويطلق (106) ويراد به ما ذكر أولا وهو «فيهم على غاية ما يكون من الكثرة» بخلاف الشباب فإن الجوهر القائم به الكيفية فيهم أقل وبهذا يندفع تناقض أورده بعض الأقدمين على هذا الفصل وهو أن الحرارة الغريزية في الشبان أقوى وأشد وذلك لأنه لا امتناع في أن يكون الجسم القائم به الحرارة الغريزية في الأحداث أكثر وتكون الحرارة الغريزية في أبدان الشبان أشد وأقوى. تنبيه: اعلم أن الحرارة الغريزية عند أرسطوا حرارة فلكية تفاض على البدن الحيواني عند فيضان نفسه وتفارقه عند مفارقتها له، وبه قال PageVW1P018A الشيخ. * وقال (107) جالينوس * إنها الحرارة العنصرية المستفادة من المزاج (108) وهي متساوية في الصبى والشباب لكن حرارة الشاب أقوى وأحد وحرارة الصبى ألين «و» لذلك «يحتاجون PageVW0P016B من الوقود» أي الغذاء «إلى أكثر ما يحتاجون إليه سائر الأبدان» لسهولة تحلل أبدانهم لرطوبتها ولاحتياجهم إلى زيادة النمو. هذا واعلم أن ابن القف أوجب أن المراد بالحار الغريزي * هو (109) الحرارة نفسها معللا ذلك بأنه لا يلزم من زيادة * هذا (110) الجوهر القائم به الحرارة زيادة الحاجة إلى الوقود لاحتمال أن تكون الحرارة الغريزية معه ضعيفة ويشكل عليه ما ذكره في البحث العاشر في الكلام على هذا الفصل وذلك لأنه علل قلة الحرارة الغريزية في المشايخ بما ننقله الآن وهي أنه إنما كان كذلك لأن الجوهر الحامل للكيفية فيهم قليل ويلزم من قلته ضعف الحرارة القائمة * به مع أنه صرح بالتعليل الذي ذكرناه في البحث الثاني لهذا البحث، انتهى. «فإن لم يتناول» المحتاج «ما يحتاج إليه من الغذاء ذبل بدنه ونقص» لكثرة التحليل وعدم ما يخلف بدله. «فأما (111) الشيوخ فإن الحار الغريزي» سواء PageVW1P018B أريد به الجوهر القائم به الحرارة أو الحرارة نفسها «فيهم قليل» لأن الوارد من الغذاء في أبدان هؤلاء أنقص من المتحلل «ومن قبل ذلك ليس يحتاجون من الوقود إلا إلى اليسير لأن حرارتهم تطفأ من الكثير» من الغذاء وسمي الغذاء وقودا لأنه يمد الرطوبة الغريزية القائم بها PageVW0P017A الحرارة الغريزية ومن قبل هذا أيضا ليست تكون الحمى في المشايخ حادة كما يكون في الذين في النشوء لأن أبدانهم باردة لتحلل الجوهر الهوائي منهم وغلبة الأجزاء الأرضية عليهم وكثرة ما يتولد؟ فيهم من البلغم وللرطوبات الغريبة وبهذا تكون بعيدة عن الاستعداد لقبول الحرارة الغريزية بخلاف الأبدان التي في النشوء وبهذا يندفع أشكال أورد هنا وهو أنه ينبغي أن يكون استيلاء الحرارة * الغريبة (112) على أبدان المشايخ أولى لضعف الحرارة الغريزية هذا وما يذكر الآن يشتمل على اختلاف تناول الغذاء بحسب اختلاف * الحرارة (113) الغريزية بحسب الفصول.
Shafi da ba'a sani ba