57...مالك (1)، وهو مسجد صغير مبني بحجارة قدر نصف القامة وهو الذي كان السيل يحول بينه وبين عتبان بن مالك لأن منازل بني سالم بن عوف كانت غربي هذا الوادي على طرف الحرة وآثارهم باقية هناك، فسأل عتبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته في مكان يتخذه مصلى ففعل وركب راحلته بعد الجمعة صلى الله عليه وسلم متوجها إلى المدينة، فكان كلما مر على دار من دور الأنصار يدعونه إلى المقام عندهم: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم، هلم إلى القوة والمنعة، فيقول: (خلوا سبيلها - يعني ناقته - فانها مأمورة) (2) وقد أرخى زمامها وما يحركها وهي تنظر يمينا وشمالا حتى اذا أتت دار مالك بن النجار بركت على باب مسجده، وهي يؤمئذ مربد لسهل وسهيل (3) ابني رافع بن عمرو بن مالك بن عباد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
فالمسجد الشريف اليوم وما يليه من جهة المشرق دار بني غنم (4)، قيل: وهما يتيمان في حجر معاذ بن عفراء، ويقال أسعد بن...
Shafi 57