قال ابن النجار (2): ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون في المدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الشمس، فرجعوا يوما بعد طول انتظارهم، فلما آووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم، قال ابن زبالة: وهي عز أهل المدينة ومنعهم التي يتحصنون فيها من عدوهم لأمر ينظر اليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين فنادى بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرونه، يعني حظكم، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة فعدل بهم في بني عمرو 47
بن عوف (1).
فقيل كان قدومه صلى الله عليه وسلم لهلال ربيع الأول، وقيل لثمان خلون منه وفي الاكليل عن الحاكم (2): تواترت الأخبار بذلك، وقيل ليلة الاثنين أول يوم منه، وقدم المدينة يوم الجمعة عشاءا لثنتي عشرة ليلة مضت منه، وقيل لليلتين مضتا منه، وقيل لثمان عشرة ليلة وقيل بضع عشرة ليلة.
Shafi 47