وفي المولد لابن دحية (4) كانوا مائة رجل، ودخل معهم ابليس في صورة شيخ نجدي فقال بعضهم: نخرجه من بين أظهرنا، وقال آخرون: أو لا يطعم حتى يموت، فقال أبو جهل: قد رأيت أصلح من رأيكم أن نعطي خمسة رجال من خمس قبائل سيفا سيفا فيضربونه ضربة رجل، فيفترق دمه في هذه البطون فلا يقدر لكم بنو هاشم، فقال النجدي: لا أرى غير هذا، فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم، 45
فأنزل الله تعالى على نبيه: (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (1) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: نم على فراشي واتسج ببردتي (2) فلن يخلص اليك منهم أمر فترد هذه الودائع لأهلها) لأن كفار قريش كانت تودع عنده لأمانته عليه الصلام السلام، ولهذا سموه الأمين، وأتى أبا بكر فأعلمه وقال: (قد أذن لي) فقال الصحابة: يا رسول الله وقد كان حبس نفسه عليه لما ثبت في الصحيح أن أبا بكر تجهز قبل المدينة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (على رسلك فاني أرجو أن يؤذن لي) فقال له: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي، قال: نعم فحبس نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وكان عمر قد تقدم إلى المدينة وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده الخبط أربعة أشهر (3).
Shafi 45