69

ويقال لهم: أكله على العرش أم بعضه؟ أم هو على بعض العرش؟.

فإن قال: هو على بعض العرش بطل أصلهم أنه غير متناهي، وإن قالوا كله على العرش بعضوه وكل ذلك باطل.

ويقال: أيصح أن يوصف الله تعالى بأنه على حمار؟.

فإن قالوا: نعم، قلنا: فما الفرق بيننا وبينه، وإن قال: لا.

قلنا: أيقدر أن يقلب العرش حمارا؟.

فإن قالوا: نعم.

قلنا: فهو فعله، أليس كان على حمار، وحسبهم بهذا خزيا.

ويقال لهم: أليس قال تعالى: ?ليس كمثله شيء?[الشورى:11]، فكيف له مكان وجهة وذلك من صفات الأجسام؟!.

ويقال لهم: أليس من في الشرق يدعو ويرفع يديه، ومن في الغرب كذلك، فلا بد من: بلى.

قلنا: أهو في مكان أم لا؟.

فإن قالوا: بلى.

قلنا: فقد ناقضت حيث أثبته محتاجا إلى مكان وجهة.

قالوا: إذا كان قائما بنفسه وجب أن يكون في جهة.

قلنا: ولم؟.

قالوا: لأن في الشاهد كذلك.

قلنا: فوجب أن يكون جسما؛ لأن كل قائم بنفسه جسم، ويجب أن يجوز أن يصير إلى جهة أخرى، وإنما كان في الشاهد كذلك لكونه جسما.

قالوا: أين هو؟ خارج العالم أو في العالم؟.

قلنا: أين، سؤال عن المكان وليس لله مكان.

فإن قالوا: كل موجودين إذا لم يكن أحدهما بجنب الآخر كان بجهة منه كالشاهد.

قلنا: ولم وجب ذلك في الغائب؟ وبعد فإن في الشاهد الجواهر بجهة منه، والله تعالى ليس بجوهر ولا عرض فلذلك اختلفنا.

فإن قالوا: أليس الله تعالى قال: ?الرحمن على العرش استوى?[طه:5].

قلنا: معناه استولى، أي: هو قادر على خلق العرش، وإنما خص العرش لعظمه، كقوله: ?رب العرش العظيم?[التوبة:129].

فإن قالوا: قال تعالى: ?وهو القاهر فوق عباده?[الأنعام:18].

Shafi 93