(وسألته عن رجل ساكن في بلدة، وقد تولى أمر البلدة سلطان ظالم، والسلطان يقبض منه جباية من غير طيبة من نفسه، وهو يخاف إن خرج من البلد على نفسه من التلف؟
الجواب في ذلك: إن كانت مخافته على نفسه مخافة أن يجوع في الأرض أو يعرى، أو يتلف إن خرج من تلك البلدة، فليس هذا له بعذر؛ لأن الله تعالى يرزقه في بلده وغيرها، وإن كان يخاف أن يظفر به سلطان بلده فيقتله إن خرج، ولم يكن له حيلة في الانسلال عنه، وكان لامحالة واقعا في يده إن خرج، فله في ذلك العذر، إلى أن يأتيه الله عزوجل بفرج، وإن قدر وأمكنه أن لايعمل عملا يأخذ منه فيه السلطان فليفعل).
وقال الهادي عليه السلام: في جواب مسائل أبي القاسم الرازي -رحمه الله تعالى- مالفظه: (وكان الخاذل بخذلانه وقعوده [عن الله] كمثل المحارب بمحاربته، لا ينفك الخاذل للمؤمنين من المشاركة للفاسقين فيما نالوه من المتقين في حكم أحكم الحاكمين...) إلى آخر كلامه عليه السلام.
قلت وبالله التوفيق: إذا كان هذا في الخاذل، وهو القاعد عن نصرة الدين وأهله، فكيف بالمعطي من المال مايهدم به الظالمون، من دين رب العالمين! وكيف بالمشير بذلك!
وقال الناصر عليه السلام في كتاب (الألفاظ) مالفظه: (فمن سود علينا فقد شرك في دمائنا).
قلت وبالله التوفيق: وهذا اللفظ نبوي؛ لأن الهادي عليه السلام رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتاب (الأحكام).
Shafi 335