وأما غير المخلص فلا يخطر [ما ذكر] ببال أحد منهم، فهو منتف أيضا في حقهم، فتأمل ذلك.
والسر في كلام أمير المؤمنين عليه السلام أن أول كلامه إخبار محض عن حالهم وحكمهم، والإخبار المحض ليس إلا بالمغيبات ، فأجرى عليه السلام اللفظ مطابقا للمعنى، إذ لا مقتضى للعدول عنه.
وفي قوله عليه السلام: (أصفيتم بالحق غير أهله).. إلى آخره، معنى التوبيخ كما ذكرت أولا، وأبلغ التوبيخ ما كان في وجه الموبخ؛ لما فيه له من التقريع والتبكيت؛ ولما فيه من انتفاء ما يتهم به صاحب الوجهين، فأجراه عليه السلام ذلك المجرى ليعرف أنه قصد بذلك غاية التوبيخ لهم، فتأمل جميع ذلك ترشد إن شاء الله.
وقال علي عليه السلام في وصيته لابنه الحسن -عليهما السلام- في (نهج البلاغة): (يا بني لا تخلف من ورائك شيئا من الدنيا... إلى قوله: وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عونا له على معصيته) ، فبئسما ما يخلفه عونا على المعصية.
Shafi 325