============================================================
العادة، فمن أمثلة نقله عن ابن بري قوله في (معع): " قلت: وقدرة عليه الشيخ ابن بري رحمه الله فقال: لا يمنع في قياس العربية أن يقال: اجتمع زيد مع صنرق واختصم جعفر مع بكر؛ بدليل جواز: اختصم زيد وعمرو، واستوي الماء والخشبة، وواو المفعول معه هي بمعنى (مع) ومقدرة بها، فكما يجوز: استوى الماء والخشية، فكذلك يجوز: استوى الماء مع الخشبة، واستوى في هذا مثل اختصم، أعني في المساواة تكون بين اثنين فصاعدا كالاختصام، كقولهم: استوى الحر والعبد في هذا الأمر، فإذاجاز في هذه الأفعال دخول واو المفعول معه جاز فيها دخول (مع) 7(1) .
ويلاحظ أن ابن منظور في تعليقاته لم يذكر لسان العرب في أي مرة تقل فيها منه، وإنما كان يذكر اسم القائل مباشرة دون الإشارة إلى اللسان، ومن الأمثلة على ذلك قوله في مادة (بيض):" قلت: قال اللغويون الكوفيون: تقول: فلان أبيض من فلان، ويحتجون بقول الراجز: [الرجز] جارية في دزعها الفضفاض ابيض من أخت بني اباض قال المبرد: وليس البيت الشاذ بحجة على الأصل المجمع عليه 11(2) .
ومن ذلك قوله تعليقا على (قفل):1 قلت: قال أبو منصور (3) : سميت القافلة قاقلة تفاؤلا بقفولها عن سفرها الذي ابتدأته. قال: وظن ابن قتيبة أن عوام الناس يفلطون في تسميتهم الناهضين في سفر أنشئوه قافلة، وأنها لا تسمى قافلة إلا منصرفة الى وطنها ، قال: وهذا غلط، ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأسفار قافلة تفاؤلا بأن ييسر الله تعالى لها القفول، وهو شائع في كلام فصحائهم إلى اليوم"(4).
(1) حواشي اين بري 747-746.
(2) بالتص من اللسان (بيض) 122/7.
(3) المقصود به الأزهري صاحب معجم تهذيب اللغة.
(4) قوله في اللسان (قفل) 560/11.
Shafi 52