297

الثاني: أن يكون (ما) مع (بئس) بمنزلة اسم واحد، فإذا قلت: بئسما تزويج ولا مهر، كأنك قلت: المذموم تزوج ولا مهر، وفي الآية المذموم اشتروا به أنفسهم.

ويقال: ما موضع أن يكفروا؟

قلنا: قال الفراء: يصلح فيه الخفض والرفع، أما الخفض فعلى موضع الهاء في به، على التكرير عنده، والبدل عند البصريين. وأما الرفع فزعم أنه مكرر على موضع (ما) التي تلي (بئس)، وقيل: يجوز الرفع على قولك: نعم رجلا زيد، كأنه قيل: من الممدوح؟ فقيل: هو زيد.

ويقال: ما موضع أن ينزل الله؟

قلنا: يجوز فيه النصب والخفض، وأما الخفض فعلى البدل من (ما) في قوله: (بما أنزل الله) والنصب على حذف حرف الجر، يعنى أبغيا لأن ينزل الله، أو بأن ينزل الله.

ويقال: بم انتصب بغيا؟

قلنا: قال الزجاج: لأنه مفعول له، كقولك: جعلته حذار الشر، أي لحذار الشر، ويحتمل أن يكون مصدرا؛ لأن ما تقدم يدل على بغوا، فكأنه قيل: بغو بغيا، فنصب على المصدر.

* * *

(المعنى)

Shafi 488