261

(النزول)

قيل: نزلت في أحبار اليهود، وعلمائهم الذين حرفوا الكتاب على العوام، عن ابن عباس والأصم وأبي علي وأبي مسلم وجماعة من المفسرين، وذلك أنهم خافوا زوال رئاستهم فغيروا صفة النبي، صلى الله عليه وسلم -. وقيل: نزلت في الكاتب الذي كان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويغير ما يملي عليه، ثم ارتد ومات، فلفظته الأرض، عن أبي مالك، والأول الوجه؛ لأنه نسق الكلام. وقيل: إنه تعالى صنف اليهود فجعل بعضهم محرفين مع العلم، وبعضهم غير عارفين بالقراءة والمعنى، ولكن سبيلهم سبيل سماع ما يتلى عليهم، واتباع علمائهم بالظن، وبعضهم منافقون.

* * *

(المعنى)

ثم عاد تعالى إلى ذكر علمائهم وأحبارهم، فقال تعالى: فويل فيه أقوال، قيل: الويل: العذاب عن ابن عباس وجماعة، وقيل: الويل: تقبيح، ومنه قوله تعالى: (ولكم الويل) وقد يوضع موضع التحسر والتفجع، كقوله: (ياويلتنا مال هذا الكتاب).

عن الأصمعي، وقيل: الويل: الخزي، عن الفراء، وقيل: واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، رواه الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: جبل في النار، عن عثمان يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: واد في جهنم، عن سعيد بن المسيب. وقيل: ويل كلمة يقولها كل مكروب إذا وقع في هلكة، عن الأصم وغيره. للذين يكتبون الكتاب بأيديهم قيل: حرفوا صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم، وقيل: كان صفته أسمر ربعة، فكتبوا آدم كهل، وقيل: حرفوا الحلال والحرام، وقيل: المراد كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث غير، والأول الوجه.

ويقال: لم قال: يكتبون الكتاب بأيديهم، والكاتب لا يكتب إلا باليد؟

Shafi 452