257

إظهار الحق، وفيه تحذير من مثل حالهم، وتدل على أن القوم كانوا مكابرين

معاندين، علموا الحق وتركوه، وتدل على معجزة لنبينا - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبرهم عن سرائر أخبارهم.

قوله تعالى: (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون (77)

* * *

(القراءة)

قراءة العامة يسرون ويعلنون بالياء، وعن بعضهم بالتاء على المخاطبة.

* * *

(اللغة)

الإعلان: الإظهار، وهو إخراج الشيء إلى ما يقع عليه الإدراك.

والإسرار: الإخفاء.

والإعلان: نقيض الإسرار.

* * *

(الإعراب)

الألف في قوله: أولا يعلمون ألف استفهام صارت بمعنى التوبيخ، ونظيره قوله تعالى: (كيف تكفرون بالله).

* * *

(المعنى)

أولا يعلمون يعني اليهود عن أكثر المفسرين، وقيل: يعني المنافقين، عن أبي علي أن الله يعل ما يسرون من كفرهم بمحمد وما يعلنون يظهرون للمؤمنين من قولهم: إنا آمنا، عن الحسن وقتادة وجماعة، وقيل: هو عام، يعني: يعلم جميع ما يسرون وما يعلنون، عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: أولا يعلمون أن مثل هذه المخاريق لا تروج على من يعلم السر والعلانية ، وقيل: معناه أولم يعلموا بالآيات والدلالة التي أقامها الله تعالى، أن الله يعلم سرهم وعلانيتهم، عن أبي مسلم، وقيل: أولم يعلموا أن الله الذي أقروا به يعلم سرهم وجهرهم، عن أبي علي، وهذا يدل على أنهم كانوا عالمين مقرين بالله.

Shafi 448