Tahdhib Fi Tafsir

Hakim Jushami d. 494 AH
165

قلنا: الجاهل يستحق الوعيد من وجهين: أحدهما: الجحد، والثاني: الجهل،

إلا أن ذنب العالم أقبح للعناد، ولعظم نعم الله عليه.

ومتى قيل: كيف حرفوا وعامتهم كان يعرف ذلك؟

قلنا: يحرفون ويفسرون بخلاف الحق، والعامة تحسن الظن بهم يتبعونهم كما هو عادة المبتدعة في هذه الأمة أيضا.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على عظم لبس الحق بالباطل بما فيه من الإضلال، وذلك يدل على أن كتمان الحق من المعاصي العظيمة، وقد يبلغ الكفر في بعض المواضع، وتدخل فيه الشهادات والفتاوى وكتمان المذاهب الصحيحة وإظهار البدع لغرض، وإنما يكون كتمانا إذا مست الحاجة إلى إظهاره، فأما مع عدم ذلك فلا يعد كتمانا، وقد يجب إظهار المذهب والدليل للتهمة والإرشاد، ونحوها.

ويدل قوله: وأنتم تعلمون على العناد متى حمل على كتمان ما يعلمون، واستدل به بعضهم على أن المعارف ضرورية، وعندنا يجوز ذلك في بعض المواضع، وفي نفر يسير فلا تعلق لهم بها، على أن الآية تدل على خلاف مذهبهم؛ لأنه لو كانت المعارف ضرورة لم يصح اللبس.

قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين (43)

* * *

(اللغة)

الزكاة: أصلها النماء والزيادة، يقال: زكا الزرع: نما، وسميت الزكاة؛ لأن المال ينمو بتزكيتها، وقيل: أصله الطهارة، فكأنه يطهر المال، ومنه: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)

الصلاة: أصلها الدعاء، نقل في الشرع إلى أركان مخصوصة، وأفعال معلومة، وكذلك الزكاة نقل في الشرع إلى إخراج جزء من النصاب عند اجتماع الشرائط.

Shafi 356